الاثنين، 11 نوفمبر 2013

:: تذكرتك ::

هو صار اسمه لاجئ من زمان كثير ... تاريخ ميلاده مش مهم تجاعيد وجهه هي الي بتوصف الحكايه 

تعب حتى ظهره انحنى ... رعشة ايديه سبب نزول دمعته بعد جبروته .. وقت العصر واقف باب الدار و عينه على الي راحو (المقبرة الي قبال المخيم ) .. رجله ما حملته ليطلع برة ( بدو يرّوح ) ... 
- وين يابا ؟!
- بدي ارّوح ... 
- يابا الله يهديك انت في دارك .. وين بدك ترّوح 
مكنش يكن و ﻻ يهدى الا لما نسكر باب الدار بالمفتاح و هو واقف هناك ...
بصرخ بصوته ( بدي اروح بدي الحق اشوف يحيى ) 

نفسي يابا اسألك 
انت عينك وين كانت يابا ... على المقبرة .. و الا كنت شايف البلاد 

و شفته ل يحيى يابا !

السبت، 7 أبريل 2012

مؤسسات هالبلد


مؤسسات البلد

مؤسسات البلد يا مؤسسات البلد ,
و أنت لما تحكي مؤسسات البلد لازم تحط ايدك على راسك , مش بالضرورة يكون احترام او " على راسي جزدره مثلا " هو يمكن انت تحط ايدك على راسك من الوجع الي بصيبك من "مؤسسات البلد " ...
ما عجبك موضوع " وجع الراس " و انه مش فاشش غلك ولا واصف الحالة صح !
بلكي بكون سرطان بالدماغ " هيك يمكن احسن .. لا ؟

مؤسسات البلد و المقصود منها هي المؤسسات الي بحبو يأنجلزو اسمها كتير من الاحيان في المحافل الثقافية و الدولية و " الدكنجيه " و بقولو
NGO
هاي المؤسسات العزيزه الي انخلقت لهدف سامي " اكيد " , انه بما انه ما في عنا مؤسسات حكومية تقدر تقوم بواجباتها تجاه احتياجات الوطن و المواطن اجت هاي المؤسسات حتى تاخد بأيد هالمواطن الغلبان و تزبطلو اموره على بين ما يصير عنا مؤسسات حكومية " جدعه " .  سبحانك ربي ما اسرع انتشار هالمؤسسات و تكاثرها .. اشبه بسرطان .
انساك هلا و ركز معي
حبيبات الشعب مؤسسات ال
NGO  , قامت و تقوم بواجبها على اكمل وجه .
مش عاجبك الحكي ؟
بدك نعد سوى؟ ... عد معي لاورجيك ...
1 . استهداف شرائح " حساسة"  بالمجتمع مثل النساء + الاطفال + الشباب . " مشان يشلو عرضهم "
2. خلق حالة ثقافيه مهمه في البلد و تقديم خدمات جمه " غير ربحية " . ثبّت عندك " غير ربحية . يعني الحساب في البنك لازم ينتلي
3. خلق خطوط اتصال و تواصل ما بين البلد و البلاد التانيه " الداعمه " و الي هم بفهمو اكتر بالحياة نسبة لتجربتهم مع الحياة المتحضره
4. خلق واجهات جميلة للتنظيمات السياسية او الدينية . " لانهم فهمو انه ولاد البلد قرفو ربهم من تنظيماتهم ودياناتهم .

و اذا بضل اعد مش رح اخلصلك يا حبيبي للصبح
هاي المؤسسات الي بحب دايما اسميها " دكاكين "  دكان جنبه دكان .. دكاكين مساهمه خاصه محدوده , انت ما الك تسأل من وين و قديش و مين , الي الك خص فيه انه تستحضر روح التطوع " الي انفقدت عند الناس حسب زعم رؤوس هاي المؤسسات " و تسلم كل مواهبك و طاقتك ووقتك للناس الي بعرفو يستثمروها صح .
انت كعنصر قيمتك فقط طول ما انت بتعطي بدون ما تسأل و بدون ما تعترض .
و بالوقت الي بيجي مشروع من خلال " بروبوزال " كتبه واحد من فطاحل هالمؤسسات " ويابيي ما اكثرهم " و انه انجبر اخونا انه تكون مشارك بهالمشروع .. بيجي بقلك وقعلي على 1000 دولار و انت الك منهم 500 , و لما تتجرأ و تسأل بقلك يا رجل المؤسسات في الها
running coast  من وين بدنا نجيبه . بطلع بالاخر مصاريف المؤسسه على حساب حضرة جنابك
و اذا يا مسخم اعترضت , راحت عليك لانه  في الف واحد غبي غيرك " و محتاج للدولار قبل العشره " رح يقبل و راسو مدلدل بالارض .
و منها الي صارت عنده خبره اكبر بالحرمنه و السرقه " ف بيروح موقع عنك على وصل الاستلام بمبلغ " الله اعلم قديش " لانه الاخوان مراعيين مسألة انه وقتك كتير مهم و ما بدهم يغلبوك .

و قد ما بتشتغل و بتحرث و بتقبل على حالك تكون " ثور ساقية " عند اقرب كوع بيبوعوك ولا بسألو عن ابوك , بتجرب تروحلك لمؤسسة ثانية  و كلك امل انها هاي غير " مؤسسة نضيفه و ما فيها ولاد حرام , بصيبك شورت 3 فاز لما بتكتشف انهم قاطعين مسافات طويلة في ابتكار طرق اللف و الدوران و الحرمنه و لعانة الوالدين .

يا مؤسسات يا
NGO  اسمعو و ركزو كتير منيح , اذا كان رح يكون في عنا بهالبلد عدوة الربيع العربي , وشرفكم الرخيص ما رح تكون ثورة على احتلال ولا على سياسة ولا على قلة الدين . رح اول ما تاخد الا دكاكينكم انتو " وبدون استثناء "
بكــــفي ... 

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

:: يا بشير ::



يا بشير تمهل
لا تسرع الخطى مبتعدا ولا تردف اقوالا مستعجلا الرحيل
قف و انظر الي , اعد النظر مرة أخرى , إياك و ان تذهب دون ان ترتكز عظامك فوق اشجاني حتى لو قليلا
فقد تعبت السفر اليك و انت لم تجدني في زقاق الامل ,

 تتدحرج الايام متتالية دونما ملل , تتلقف ما يأتي و الهوى معها و كأنها سيل جارف .
يا بشير لا تسرع الخطى ...
يا بشير اني هنا احتضر , فقط اقترب مني قليلا و استمع الى دقات قلبي يا بشير

اخالها تريد اللحاق بك مخترقة صدري العاري من فوقه سبع سنابل قلبي و نبضاته .
هاك اياها كلها .. اقطفها جميعها ان شئت .. لكن لا تسكب عليها دموعك لترويها ملحاً . فقد شاب الشعر و تكور الجنين في حضن العمر المحتضر .
دعني أمسّد شعرك قليلا , دعني اشتم  رائحة ليالي العهر البرئ في خطوط يديك قبل الرحيل . أريدك , اشتاقك , احبك , لا تدعني اكرهك , فالكره وحالة اليأس المتجدده " تقتل " .
نحن و عناقيد البلح كنا نكتوي بلهيب الصيف الماضي معاً , كنا نسابق الريح في الشتاء المستعر حتى تتشقق الوجنات . نحدّق في المدى و نصرخ حتى تخترق الحناجر رصاصة الموت الوردي .
هل اخال ما كان ليس يعود .
هل اخال الحلم مضيعة للوقت
هل أخال ذنوبي تكسر ظهري .
يا بشير لا تسرع الخطى .. فلربما أملك كلمات اخرى اهمسها في اذنك ان بقيت .... إن بقيت . 

الأحد، 19 يونيو 2011

:: استمالة ميت ::







تقف امام التابوت , تنظر اليه ممعنة و محدقة و كأن شريط الحياة يمر امام ناظريها كلمح البصر في حينه . تتمالك نفسها ما استطاعت مانعة سيل من دموع تحرق مجراها و آهات تملأ الفراغ صدىً . ترتجف اصابع قدميها حين يخفق قلبها كلما اقتربت لتكشف عن وجهه و هو ممد الى الارض ينام في سبات عميق الى الابد .
مسبل عينيه و ترتسم من على شفاهه ابتسامة لونها اصفر , ووجه شاحب ازرق . تتأمل فيه كثيرا  فتستذكر يوم كان يضمها اذا الدهر مال عليها يوما , فترمي بنفسها فوق صدره البارد , لانبض فيه يشعر بالامان ولا حرارة الدم تدفئ قلبها المكسور . فتجيش بصرخة المثكول و المفجوع مناجيا رب السماء بأن يجعل كل هذا كابوسا في ليلة شتاء باردة عاصفه . لعلها تجد من الوقت ما يكفي حتى تبوح له بمكنونات الصدر اذ كان يمنعها كبرياء الاحياء السقيم . لعلها تحظ بشيئ من سلام معه حتى  إن كانت المرة الاخيرة بلا عوده .
اعيدوه لي مرة و خذوا مني ما شئتم مرات . اعيدوه يملؤ الدنيا غناء , اعيدوه يمسد شعري و يضفي ظلاله فوق خوفي .

يقف بينها و بين أمانيها دهرٌ من صمت ابكم , وقلة حيلة لازمت آدم وورثها ابناؤه من بعده الى يوم يبعثون , يجيبها الصدى بأن من يموت لا يعود الى حلما و حسرة على ما فاتنا منه لما كان هنا .
هل هو قبول الضعيف امام قدر لا يرحم من به اسىً ؟ ام هو استسلام لارادة الاله يتجلى فوق السماء يناظر عباده ؟
فتستكين الى صوت يأتي من دواخلها , تستجمع ما تبقى منها , فتقبله قبلة الوداع الاخير و تسدل عليه غطاءه النقي و تقف امامه من جديد
وتمد يدها نحوه و تدعوه الى رقصة الاموات مع الاحياء في عالم يمزج ما بين حقيقة الفجيعة و حلم الندم على ما فات .
فيخيل لها بأنه قام من موضعه و لف خصرها بيده و اخذها فوق الغمام يراقصها و ينظر في عينيها . هي لم تستطع ان تنظر في عينيه اكثر , فأغمضت تريد ان تبقي صورته الاخيره يراقصها ولا ترى شيئا بعده .
يمزقون الغمام الابيض يلتف حولهم و كأنه يحمي حلم الاحياء بمقابلة الاموات في ساعة مجنونة بالحاجة . ينثر فوقها ورود الياسمين من جنة الاموات  وتحمل لون الغيب من وراء العالم المجهول . يهمس في اذنيها هواء انفاسه فتتحول الى موسيقى شوبانية رقيقة , و اصابعه تداعب خصرها في احترافية العازف على اوتار عوده بحنان الام تلاطف وجنة رضيعها . 

تحتاج الى ان تقبله تفتح عينيها فلا ترى الى سواد و تابوت ممد أمامها و تجد نفسها تراقص الهواء لا شيئ غير الهواء .. لا شيئ غير الوهم , فلا تتوقف ...
يجن الهواء معها و تجن الاشياء من حولها معلنة حالة الحداد و مصفقة على استحياء لراقصين لم يكملوا رقصهم الاخير . 

الثلاثاء، 10 مايو 2011

الى طفل لم يولد بعد






لتقف كل الالسن عن الكلام , و لتتوقف الاقلام برهة عن الكتابة , و لتطفأ اعقاب السجائر , و لتلتفت كل الوجوه الى هناك


حيث طفل لا يعلم من الدنيا الا حاجته الى الضحك , اللعب , ركل الهواء بقدميه , مداعبة هواجسه من الغد و ما يحمل

أو لربما الغد ليس له ليفكر به الان , او انه سيباشره حين يكبر

مشرعة الريح سواعدها تلفح وجناته الفتية بحنو كأم تلاطف بشرة طفلها و تحتاط من الزمهرير

تحمل اليه من البعيد رسائل القدر و عبسات الايام , لا تألو جهدا في اخباره عن قصص الماضي و حروب السواعد السمراء في بلاد اذابها البعد و ابعدها الحنين منذ 63 عاما .

و قد نسيت ان تخبره عن الغد حتى و ان كان حلما غراً لم يبلغ الحلم , عن اشراقة صبح سوف تأتي و معها قصص جديده تروي ما كان و تمهد الطريق الى ما سيكون



أواه من شعوب فقدت القدرة على النظر الى الامام حيث اشغلها ما حصل البارحه , أي قدرة فقدناها في تصور الغد و المستقبل و ما تخبئ الايام معها . أهو عجز ام خوف ... اهو استهتار و عدم اكتراث أم هي أنانية الموقف و" عش حيث انت "

أم هي غيبوبة أهل الكهف لا تنجلي عن ساكنيه



اشعر بالخيبة و الضعف و الاستكانه حين يخطر في البال أن واجبا انسانيا علي ان اقوم به حين يأمر القدر بالانجاب

روح سوف تحيا تكسى اللحم و تغطى بالجلد و يطلق عنان اللسان في اطلاق السباب على ابوين لم يعرفوا ان يقرأوا اواسر الغد و حواضر المستقبل ..

أيها الطفل الذي لم يأت بعد , أيتها الروح التي لم تبث بعد , اليك بني و لعلك تسمح بإستعارة الابوة قبل ان تكون



لا يشعرك بالخزي ابوان لا يعرفان , ولا يقلل من شأنك في شيئ , فقد اترك لك ارث لا يحمل منى سوى اني حاولت و لربما لم استطع

فلربما كتب عليك انت ان تقوم بما عجز به ابواك ....


الثلاثاء، 8 مارس 2011

: و أقدامي ....




منذ زمن والقلم لا يكتب ... و الكلمات تتحجرج في الحلق ... لا تراوح مكانا ابعد من أُنمله ... و اليدين مكبلتين عن التلويح لمارٍ في المساء على خلسه ..

و اقدامي ....

حولي من يطوق مساحتي و يروغ مني كما يروغ الثعلب ... وعقدة الجبين لا تنفك ... منهم الصراخ والكره .. و مني مقاومة اليائس

اشيح وجهي شمالا اراهم ... يمنة اراهم ... من خلفي اراهم .. و من امامي يتكاثرون كالجراد , و نفسي اذ تضيع مني هاربة خلف

سراب الليل يتبع دجاً انطفأ نوره منذ المولد لا تعود لي الا لحظة المكوث الى الارض مصارعة اشيائي , تسابق تلك الايدي في لطمي

و تكتم انفاسي كلي لا اعلو صوتي مستغيثا بالشيطان

ستروج الارض بي و تنزل على رأسي السماء قطعاً , و ينحبس المطر عن شفاهي فلا أُدرك ان ارتوي ولا ادرك معنى الندى

و ستبوح دفاتري بخطايا الامس و اصبح صريع اللعنه مكبلا بعذابات المشرد فيّ , و أُجلد بسياط الفضيحة

و اقدامي ...

فلا نزل المطر ولا شربت الانعام .. ولا عم الخير ولا التقى اثنان ... ولا حبلت امراة ولا طوق جيدها محب

ولا شرقت شمس ولا انطفأت في مياه اليم حين الغسق .. ولا بان من الاسنان بياضها حين يبتسم

فشاب الشاب و مات المشيب و انقرض النسل وصلينا صلاتنا الاخيره في اعلان موت حضرة الامل

فثار البركان فينا و صرخنا حتى ايقض صراخنا من بالاجداث يرقدون منذ ادم ... و انشقت السماء وسادت الظلمة ارض النور و نبت الصبار فوق الجبين ... و أتى من البعيد مسخٌ ينادي الشياطين

و أقدامي ...

حال الاليم منا ... حين تغلق في وجهه ابواب الامل و يفقد ذاكرة الجمال في الاشياء .. حين يعرونه من انسانية جوفاء

حين لا يجد الا ثورة القتيل على قاتله .. حين يسلب الحلم ... حين يسلب حق العودة عن الخطيئة

حين يغلقون اعينهم عنك .. فلا يروك ولا انت لهم بظاهر ... حين تأن فلا تسمع انينك حتى امك ... حين ينهمر الدمع محرقا وردة الجفون على محياك .. و حين .... تؤلمك اقدامك و

اقدامي ....



الجمعة، 28 يناير 2011

:: لا تقتلوا الحلم ::

Egyptian Revolution Jan 25th 2011 - Take what's Yours! from JoeChaban on Vimeo.



آهٍ ... يشتعل بها صدري ..و تُلهب حلقي ..و يصلى بها لساني , كأن الجوف قد ضاق ذرعا من احتمال فكرة وجود بركان خامد يسكن بين الضلوع العربيه منذ ان تكور " الكرش " و سحل السروال حتى بان من العروبة عبيتها ..و تسمر الشعر بالواكس حتى كاد يشبه لاقط المنادة عن بعد من على احدى سيارات الجيوش العربيه الصدئه .


وآلاه هنا ليس من وجع اصاب احد الاضراس ...ولا هي تنهيدة عاشق غالبه الوله ... ولا هي آهٍ تشكو الوحدة ليلا

هي آه احلمها منذ كنت طفلا و ما عادت طفولتي تحمل لي غير ذكريات الانكسار و الذل و طابور المعونة و كيس طحين

كم تسائلت و عاتبت و غضبت و صرخت و كتمت الانفاس و ضببت اللسان خوفا من مقص الرقيب , حين كان يلازمني شعور الادنى من بين شعوب العرب . لم الق اي اجابة على تساؤلاتي ولا شفي غليلي ساعة . فكفرت بالعروبه جنسا واصلا و لغة و انحدارا و تاريخا و تلقيدا . ولم اكو يوما ممن يحبون ان يتأمركون أو يتأوربون , فضاع ما بنته بضع سنين في عمري في اوله و اصبحت بلا هوية .

انتميت الى شعب ولم يكن لي في ذلك قرار , شعب عندما تحولت في بصري يمنة و يسرة .. لم ارى احدا غيره ينادي و يصرخ و يموت ويُمجد و يستشهد يُخوّن و يوطن . فخلت ساعة " مال هذا الشعب لا يشبه في حاله اي شعوب الارض , و خلصت الى نتيجة ببراءة الطفولة مغموسة أن هنالك خطأ قد وقع بالفعل , و ان المثل التي كانت جدتي تسمعني اياه ليلا نهارا " حط راسك بين هالروس و قول يا قطّاع الروس " هو ما يجب علي ان امثله على خلاف ما انتهجه شعبي في الاختلاف عن الرؤوس المجاورة. فشعبي اختار ان يكون له رأس غير كل الرؤوس , و إن كان بالاصل لم تكن له خيارات اخرى .

فكل العربان لها اوطان , ولها مطارات و طيارات و لها مرافئ و سفن , لها من مقومات الحياة الكريمة ما يكفي ليكونوا كالخراف في مراعيها . و أن الرعاة خاصتهم يشكرون الله في الصبح و العشي لمكرمته عليهم و حظوظهم بالشعوب التي لا تسمع ولا ترى و لا تتكلم

تستوقفني لحظة صرخة رجل جاوز الستين من عمره في مسيرة اجتثاث الخوف من الاعماق و اطلاق العنان للبركان الخامد في دواخل الصدور . كأنه يقول لي  اوقف ترهاتك و أنزل عن ذلك المعتلى و انظر إلينا من جديد و كأنني قرأت في شقوق وجهه ان كلمات الوطنية و الشعب لم تكو فقط مجرد نصوص في مناهج اللغة العربيه و أن ناجي العلي لم يكو فقط رسام كاركاتوري عندما حذر المتكرشين " احذروا ثورة الجياع " .

فهناك  في تونس ابتسامة امل , وفي مصر قضبة سمراء , و في السودان قلب اخضر , وفي لبنان نهر الحب ما زال يجري

و هُنا ما زلنا نحمل فينا كثيرا من الدم الاحمر .


فلا تقتلوا الحلم الذي ولد فينا للتو ..لا تقتلوا العوسج .

الجمعة، 21 يناير 2011

: لا شيئ :




لا شيئ يشبه احرف العلة ...

و انا لا اشبه نفسي في شيئ ...

تراوح الناس امكنتها ... و انا ما زلت هنا اقف...

جئت لا ادري ... و الى من أُنسب لا اعلم ... و اي لون يتشح به وجهي فأُدرج تحت البيض او السود او الصفر ؟...

و اسم عائلتي لم يكن لي نصيب بأن احيا خياري بأن احمله ام ارفضه ... و تلك العقائد التي توزع على البشر كلُ حسب موقعه من الاعراب ...

وخوفا ان اثلم بعض مشاعر العمائم سوداء كانت ام البيضاء منها لقلت بملئ الفيه بأن اغلب الاشياء العبثية التي تتعلق و بالاقدار ليس لها اي مكان من الاعراب .

يحط على صدري جبل من الذكريات الحاضرة و بعض من ورق العنب ... و رائحة التبغ تفوح تملؤ فمي و تعقد اللسان مرارته ...

وانفاسي تحط مرة فوق الافق و مرة اخرى تخور في الاراضين بحثا عن امان الظلمة المخبئه ...

اجس النبض و كأني لم اعي موضعه و لكأن خطوط اليد باتت عميقة حتى انها باعدت بين الاحساس بالاشياء عند الملامسة ....

تفاصيل الاشياء اخذت بالذوبان من حولي و انا احاول ان اجد ملجئاً يقيني من الغرق في معمعة الهذيان المشبع بالسُكر الالهي مقطر بلون الدم الاحمر .

اتضرع مبتهلا الى وقع اقدام تأتي و الشرق ... تأخذني و لربما تدوسني .. فالامران سيان ... فالفقيد أُذن له بأن يختار على اي جنب يهوى المنية .


الأحد، 2 يناير 2011

فلسطينكم




قد تسابقت الاقلام فيما سبق بشق صفوف الجهل و التخلف , و بكسر اعواد العنصرية و الظلم المجتمعي , و تسليط الاضواء على سارقين احلام الصغار , و اخذت تعري من يتستر وراء خوزقة الامة باللعن و السباب ... تارة تحذر من سوء طالع النجم لهذا الهم الوطني , و تارة اخرى تكسر الامل المتبقي في سطوع شمس التغيير يوم ما .

و الاقلام هنا كيفما اتفق على قصر او طول " الفطعه " او ان كان حبرا سائلا يحتاج في كل مره الى رجرجة القلم كي يستجيب الحبر فيرسم اللكمات المسمومه , او لربما الى تسخينه فوق شعلة ولاعة السجائر في ايام البرد القارص كبرد قلوب الفلسطينيين .

فكل الاقلام منافقة و كل الاقلام لا تعدو غير محاولة رخيصة للتلاعب في مشاعر الامه و التي هي بدورها جيفة تحللت منذ زمن و ما زالت تحتفظ بتلك الرائحة النتنه .

نفاخر الامم بأننا خيرهم , وبأننا برغم المحتل و الظرف القاس صامدون ... و برغم " الجوع المفتعل " صامدون . وبرغم سقوطنا منذ زمن الاجداد في نكبة تتلوها نكسة و تكرار النكبات فوق رؤوسنا في كل مره الا اننا " منتصرون " , فنحن شعب الجبارين .

و برغم فقرنا الى الحراك الثقافي بالفكر و المنهج و الفعاليات الجديه بدون ان نقلد لمجرد التقليد و يحتار الواحد منا الى اين يذهب ان آلمه ضميره الثقافي في ليلة صفاء مع النفس ..و برغم هذا فنحن اكثر شعب ثقافه و ليذهب جميع العرب الى الجحيم فلن يصلوا الى ثقافتنا لا من قريب ولا بعد دهر " فهنا فلسطين "

شعبنا تنبه الى ان زمن البطولات قد ولى و ان عليه ان يجد السبيل الى استنساخ نوع جديد , و يبدو انه اصاب ما اراد . ف الولولة و النحيب المصطنع وشكوة قسوة الحال ورداءة الاحوال الجوية و المطر المحبوس "ايضا " ربما يستميل قلب الرب فيمطرنا بعض من رذاذ الماء فغيرنا يستحقه اكثر .

نتسابق في اللعن و الشتم , و نبرع في اختراع اسباب كثيره لامتهان الكره . ولا احد يسبقنا في فن المجاملة الرخيصه و الطعن في الظهر . ونحن ايضا قد قبلنا ان يمنحنا الرب سلطة توزيع صكوك الغفران " فهذا كافر ..و هذا عميل , و هذا متشدد , واما هذا ف الى النار خالدا فيها "

. إيه من شعب قد ازدان بخطاياه حتى لم يعد قادرا على حمل الا الخطايا بين ساعديه .

إيه من شعب امتهن فن الشحادة و اخذ يبتكر اساليب مد اليد الى ان منح شهادة الذل و الخنوع بجداره .

فإلى فلسطينتكم اقول ..و في وجوهكم اعلنها لكم دون ان ازين كلماتي حتى تستعطف قبولكم و رضاكم .. اقول

نحن اوضع البشر , و نحن اقذر من قمامة باتت امام بوابة مخيم لاشهر

جعلتمونا نخجل من فلسطينيتنا ولا نبرح مجلسا الا و اقد اثكلناه بصقا و تأففا وجلدا .

هنالك جحورا قد بنتها النسانيس من قبل و كأنها كانت تعلم انها ستكون مسكنكم يوما

و انا لا اجد الا ان اعتذر لانسانيتي فقد نسيت لزمن وقد انستنيه فلسطين " الفلسطينيين " ان الانسانية محورا لا يقبل الا انسان .

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

ســـــــــفر برلك

بصمات 1


اتابع خيط ضوء من اشعة الشمس يتسلل من فتحة الشباك ليرتد على جدار الغرفة الصغيره فيشكل لوحة سيريالية غير مغهومة المعالم


كنت للتو تائه في البعيد لم ادرك لبعض من الوقت اين انا و ما هي الالوان التي تترسم في الغطاء الذي اسدلته على اطرافي السفلى ليقيني شيئا من بروده روحي " اقصد بروده اخر شهر من السنه و هو يغادرنا للابد " و اذ بي امعن النظر لذرات الغبار التي لا ترى الا مع ضوء من الشمس يتسلل الى الداخل لكشف حقيقة ما يملأ الهواء .

خطر لي ان العب لعبة مع ذرات الغبار هذه كما كنت افعل عندما كنت صغيرا , ففي الصغر تجد الوقت الكثير لتتأمل الاشياء من حولك حتى اصغرها , فأخذت امرر اصابعي بينها و كأني احاول ان اتحسس بعضها و اداعب البعض الاخر , انظر الى اصابعي بعد ان حاولت فرك بعضا من هذه الذرات لعلي اجد بعض الاثر منها " و كالعاده لا افلح " .

فأنظر اليها من جديد و كأني اقول " اذن هل تحاولين المراوغه ؟ "

فانفخ عليها فتتطاير في كل الاتجاهات , و كأنها ترقص في مجموعات كبيره من ثنائيات التانجو الساحره , تبتعد الى هناك في الافق , و تقترب اكثر حتى اكاد اشعر انها ترقص في جوفي .

احتاج الى شراب ساخن لربما , لعله يطفئ الم معدتي الذي اضناني مؤخرا , فإني احتاج يدي التي مكثت طويلا اعلا معدتي ان تتحرر و تنطلق فوق ازار الاحرف لكي تكتب , فقد كانت فترة السبات طويلة هذه المره , نحتاج الى الكتابه كل مره حتى نستطيع ان نحط بعض الحمل من فوق اكتافنا على اوراق بيضاء لنكمل خطواتنا المتثاقله نحو اللامعلوم .

استدير قليلا باحثا عن علبة تبغي فوق طاولتي التي تكتظ بالاشياء فوقها , منها لم المسها منذ شهور , فإمكانية اختباء علية السجائر ما بينها وارده جدا , ففي كل مره اجدها بعد عناء و كأنها تقول لي ارحم عذابي معك و اتركني بسلام حتى ان كان لوقتا قصير ايها المتشاقي .

اشعلت سيجارتي و نفثت الهواء مختلطا مع ذرات الغبار المتطاير . و اذ باللوحة باهتة المعالم تتبدى لي شيئا فشيئا من على الحائط

امعن النظر اكثر " و كـأني دخلت الى عالم اليسا الساحر فبدأت بإدراك ما شكله ضوء الشمس المتلصص الى غرفتي

فوجدت امرأة طويلة القوام ينسدل على اكتافها شعر طويل يغطيها حتى اسفل قدميها , وجهها لا يفسر الكثير فالتعابير جامدة لا تسعف من ينظر الها بسبر الغور الى داخلها و معرفة ماهية مزاج امرأة من خطوط الامس تتلمس وجنتيها اشعة الشمس الدافئة في صباحات الحاضر . هي ايضا تخبئ بيدها اليسرى بعضا من انوثتها " خوفا او تحشما , ام هي اسطفاف مشاعر النقيض معا في قالب الانوثة الوردي "

تحيط بها العديد من الخوط لعلها سياج من الترنيمات الليلة او حماية لجوهرة ثمينه داخل صندوق خشبي فاخر .

وما لهذا العنكبوت الاسود الذي يشبه الارملة السوداء قد صنع بيتا له من الجانب الاخر خلف تلك المرأة . خيوط عنكبوت و امراة حسناء ؟

اهي مسامير تدق بأطراف السياج ام هي دبابيس تؤلم الجلد ووخزها يدمي في كل مره ؟

لربما بطل العجب ان عرف السبب .

الجميل انني ارى و كأنها فراشة في اعلى اللوحه تناقض الخوف بالسلام و تبدد الاسى بجناحين حنونين تعطي شيئا من امل .

لربما  كان كل ذلك .. و لربما اعيش في وهم صورة رسمتها لي اشعة شمس في صدفة .


الخميس، 4 نوفمبر 2010

حصير و شمعه

تعال تعال ...

تعال الى هنا ... اقترب .. و اجلس قرب تلك المنضدة .. و لا تنزعج بأن لا كرسي عندنا .. حيث نكتفي بالجلوس الى الارض

و حصير ممتد من عبتة باب البيت الى عتبة اخرى تفضي الى ذاك الفناء المظلم . حاول ان تغض الطرف عن عسر الحال الظاهر

و ان لا توجه تلك النظرات الينا ... فمع ابتسامة رسمت على محيانا .. نفتعلها احيانا خوفا من ان نشعر بعض الضيق او الحرج من

حصير ممزق و منضدة بلا مقاعد .. و بعض الشمع المدّور نشعله بضع ساعات حين الارق .. او عندما يزورنا زائر

فلا تجعل الامر صعبا .. و حاول ان تتأقلم و الاشياء .

هل لي بأن اسأل سؤالا .. لربما ليس من عادة العرب منذ القدم بأن يساءلوا ضيفهم عن سبب الزيارة .. و لكن تعال لنكسر القوانين شيئا

ما .. لعلنا نحظى ببعض المتعة في الكسر و ان كان هنا المعنى مجازا .. و ان استمر في سؤالي لك دون الاحساس بالحرج و تعرق

الجبين و عناق اصابع اليدين في صراع ايهم يغلب الاخر و يمسكه باحكام اكثر . دعني اجلس اليك اقرب و ان انظر الى عينيك و اسألك

ما سبب زيارتك لنا هذه الليلة ؟

يبدو انني لن احظ بإجابة منك حتى القادم من اللحظات ... فإنني ارى الصمت يكبل لسانك عن الكلام .. و ما يحويه صدرك يجعل رأسك

يطأطئ الى الارض ممعنا في خطوط الحصير من تحتك حيث تجلس .. و ها قد بدأت في تلمس خطوطها ايضا مرة الى الامام و تسافر

بالعوده حيث جئت في أول الرحلة فوق حصير العسر و الرتابه .

ولعلي اركن الى ان ابدأ في الاجهتاد بحثا عن اجابة لسؤالي .

و لكن ما يحارني الان هو اي اتجاه يجب علي ان اسلك حتى انعم بالاجابة الصحيحه في نهاية الامر .

لا تخش عقدة قد تكونت على جبيني ولا عيناي حين حدقت بك مطلقة العنان لسؤال صارخ ... لم بدأت دموعك بالسقوط فوق وجنتيك ؟

لم أخذ نفسك بالتسارع هكذا ... لم تتكور حول ذاتك و تحكم اغلاق يديك حول ركبتيك و قد بدأت بإخفاء رأسك بينهما ؟

اراك و كأنك تصارع صرخة مدوية تخنق انفاسك و تفضل مع هذا ان تكتمها .

لم تنظر الى الاعلى الان ؟ هل بدأت في المناجاة إذن ؟

وأي شيء تناجي في الاعلى ؟

هل تتراءى لك ذكرى ؟ ام ترى وجوه اناس قد مروا من امامك و مضوا ؟

ام تراها غصة ندم تعتصر قلبك فتتمنى ان تختفي الخطيئه ؟

لكن لربما لا شيئ من هذا كله

لربما هو القلق حين رأيت السقف يوحي بأنه ايل للسقوط ؟!

ان كان كذلك فلا تقلق .. ما هي الى بضعة شقوق ترسّمت مع مرور الايام و الساعات و تقلب الطقس صيفا و من بعد الشتاء يعود مرة اخرى

لا .. يبدو اني اخطأت التقدير مرة اخرى ... ليست بنظرات قلق من سقوط سقف ...



يا اللهي ... اجبني .. هل هو خوف من سقطوط مختلف ؟

لا .. لا تفكر بالامر حتى ..

لن تغادر قبل ان ترضي فضولي ... لن تغادر قبل ان تجبني ... فأنا انتظرت طويلا ان تكسر حاجز الصمت دون ان تفعل ... لا تغادر

قبل ان تنطق حتى بكلمة .. كلمة واحده اقبل ... فقط كلمة .

فوق حصيري الممزق و بجانب منضدتي الرتيبة و في نفس الموعد من السنة ... ما زلت اجلس اشعل شمعي المدّور و اسائل نفسي ...

" يومها لم رحلت مسرعا مخفيا اسرار جئت بها الى ولم تفصح



.. لم اتيت .. و لم رحلت .. دون ان تنطق بكلمة "


السبت، 23 أكتوبر 2010

شيئٌ من غضب


اغمض عينيك و تنفس بهدوء ...


اترك لعقلك الباطن في ان يبحر داخلك ..

اسدل الستار على كل شيئ من حولك الا انت

و اترك لشعاعا من الشمس في ان يرسم من حولك دائره صغيره يكن لكن مرشدا حين تنطلق بسرعه متحررا من جاذبية الاشياء المحيطه معلنا حالة الانشقاق من جلدك الى الحرية الابدية

ولا تجزع في ان تخلع ما عليك من قماش يستر به عورتك فكل العورات هنا لابد ان تُكشف للهواء من غير وجل او استحياء .



ثم إملأ جوفك هواء ثم اطلقه في صرخة تحي الاموات لعلك تحيا . و كن على يقين بان صرخة الموت سوف تسمع من به صمم و توقض سكان القبور .

اشدد على قبضتك ما استطعت و كرّس طاقة كافية لها كي تخترق حائط الاسمنت المسلح فتنذ الى الجهة المقابلة .. لعلك تحظى بيد اخرى من جهة الغروب .

و الان ... قم و انفض ما عليك من غبار و اغضب !



اضرب بقدميك الارض و امنح التراب حرية من جاذبية نيوتن و دعه يلتف حولك كلما درت يمينا او شمالا



رقصة الثائر المدرج بهمومه , رقصة الحمام المذبوح قبل الموت الاخير , رقصة الحب مع اللاشيئ و انثر من عليها الياسمين .

و لا تنس حين تتمايل و انغام السراب ان تصرخ .. تولول .. تضحك .. تبكي .. تنادي .. تسقط .. تعلو .. تنجرف الى المحتوم تقابله بكفر الالهة لخطيئة مخلوق .

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

الالوان الزاهية و مسرح ديار


الالوان الزاهية و مسرح ديار




صبغة لعدد من الالوان , تفتح علبة منها لتسكب بعض قطرات تضاف الى دهان ابيض يراد ان يمزج فيخرج لون زاهي كما اراد صديقنا , فهو عندما يغمض عينيه او ينظر الى الافق تتبدى له صورة الكمال الذي تنشده سريرته , و يرى ما ستكون عليه الالوان من حوله , فنضيف بعضا من القطرات مرة اخرى لتؤثر في اللون الابيض فيكون المطلوب بعينه, لكن دون جدوى

فالارتجال و التجريب هنا قد يستهلك منا الوقت و ننزف بعضا من دراهم تذهب الى اللامنفعة . فنخلص الى قرار قد اقترحه صديق عزيز بأن نترك الارتجال جانبا و نأتي بالعلم اليقين المجرّب . فتوجهنا الى محل دهان يواجه بوابة سيدنا الخضر ننشد المساعدة في الوقوع على الالوان المطلوبه الزاهية , فيستوقفنا صاحب ذلك المحل لدقائق حتى يتلو علينا بعضا من خبرته في محاولته لاقناعنا بمنتوجه و إن كان قد رفع السعر قليلا " لا مشكله هنا فنحن لن نغادر حتى نحصل على تلك الالوان فالاصرار سيد الحكم في ساعتنا تلك , لا غرابه و لا تساؤل عندما تتبدى لك صور غريبه عجيبه في اصل العلاقات و المعاملات البشريه الفلسطينيه فمن صاحب المحل الى الخبير في مزج الالوان " اقصد من اعتاد على مداعبة فأرة الكمبيوتر في اضافة الكميات الدقيقه و المؤثرة من الالوان الى علبة الدهان " ذلك الشاب الذي ترك لنا الحرية في استخلاص شخصيته المركبه العجيبه المرحة احيانا و المتردده حينا و الخبير الذي " قلّب أمزجة الزبائن كثيرا " على حد تعبيره , الى تلك الشخصية المتردده الخائفه التي تلجأ الى الكذب المفضوح لتنجو من مأزق الاحراج .

نعد ادراجنا الى بيت صديقنا فرحين بما نحمله معنا من الوان دهان زاهية بالضبط كما تخيلها صديقنا العزيز و الرغبه عارمه في مشاهدة تلك الالوان كيف تبدو عندما تطلى على جدران ذلك البيت الصغير " الذي احببته كثيرا , فدائما ما تغريني الاماكن الصغيره لما فيها الكثير من الحميمية " .

فكانت مناسبة جيدة للاحتفال معا بطريقة بسيطة قد اقترحها صديقنا رامي قبل المباشرة في طلاء الجدران بتلك الالوان الزاهية الجميلة فهو يحب " الطيبة " و يساند المنتوج الوطني , مما اضفى شعورا جميلا بالغبطة و اعطى دفعة معنوية جيدة للبدأ ثانية بالعمل .

كان يوما جميلا ملئيا بكل الاشياء , ضحكنا كثيرا , استمتعنا ببعض الموسيقى الشرقية و الغربيه , تحدثنا كثيرا عن قبرص كما تحدثنا عن بيت ساحور و بيت لحم و الدهيشة و بتير ايضا , تحدثنا عن الطموح عن الذكريات , وتحدثنا ايضا عن مسرح ديار .

لن انسى ملامح صديقنا و هو يحدثنا عن ديار و لن انسى احساسه العميق و تقاسيم وجهه التي تدل على الفرح و السعاده عندما بدأ بسرد الاسباب لحبه الكبير لهذا التجمع الشبابي الطامح , اثناء حديثه استذكرت كلماته اثناء التدريبات الاولى في المسرح و الدراما عندما

كان يذكرنا دائما بشرط مهم بأن تكون صادقا في ادائك و مشاعرك على خشبة المسرح لكي يصل الصدق الى الجمهور فتمتزج السعاده و المتعه لك و لهم .

و كذا كان هو , احسست بصدقه و وهو يتحدث بلهفة يفند لي اسباب حبه لديار بندا بندا بدأها بالحب و انهاها بالامل و الطموح و الحلم .

حب لشباب متفتح لا ينقصه الا ان تساعده الاقدار في الوصول الى التغيير يوما في كل الاشياء من الفرد المكبوت الى المجتمع المكلوم الى التحرر ثقافة و ادبا .

أملا بالغد الواعد الذي بدأت بشائر اللوانه الزاهية تتبدى من روزانة صغيره في المدى على شباب فلسطيني لا يفرق بينهم دين ولا ثقافة ولا حلم .

طموحا كبيرا جريئا لا حدود له الا السماء و إن كانت الخطوات لا تعدوا الا خطوات صغيره لكنها ثابته .

حلما يجمع بين الواقعية و طموح شباب واعد يحب الحياة ما استطاع اليها سبيلا و فوق جبينه كتب " على هذه الارض ما يستحق الحياة "





الى مسرح ديار


الأحد، 1 أغسطس 2010

وكالة الغوث 1


في الثامنه و النصف مساءاً تجرأت و قررت و حسمت امري بالخروج من المنزل بعدما دخلت الحمام لانعم ببعض الماء البارد في هذا اليوم الجهمني من ايام تموز الحارقة دون أن اضع منشفة على جسدي و انشف الماء بعد الاستحمام , فقد راقني الامر لابقاء الماء حتى تبلل الملابس فأنتعش قليلا عندما يهب بعض من هواء في الخارج .


التقيت بصديق قريب اعتدت انا و اياه سرقة بعضا من وقتنا و التنزه قليلا على الشارع العام امام المخيم

كما كل مره كنا نتبادل الحديث في شتى المواضيع , كانت السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية أو " البناتيه " ..الخ

أخذ يحدثني عن امكانية استئناف اضراب مدارس وكالة الغوث عند بداية الفصل الدراسي القادم , احسست بالقلق المكبوت يتخلل كلماته كونه مدرّس في احدى مدارس " الوكاله " , توجهت اليه بالسؤال " و بعدين مع هالوكاله " اجابني بكلمة واحده

" لست ادري " , فخطر في بالي ان اكتب في " حلقات متباعده عن تلك الوكالة التي لوّنتنا باللون الازرق منذ 62 عاما , لتكون ذلك الوجه الدولي الاخر الذي يقدم المساعده لشعب جار عليه الوجه الاول من نفس العمله .





نشأت منذ الصغر و كملة "الوكالة" تترد على مسامعي مرارا و تكرارا في الثانية الواحده , حتى اعتقدت انه هذه الوكالة هي احدى عماتي او خالاتي الغائبات أو لربما مختار للعائلة بيده السلطه في ان يفرض الصلح على الصغير و الكبير في الديوان المعبأ برائحة القهوة العربيه الساده .

و اعتقدت ايضا في تلك الايام أن الوكالة هي صفة شرعيه لجميع السكان , حيث لم يكن في ادراكي في ذلك الوقت ان هناك دائرة ذلك المحيط الكبير الذي اسكن يتبعه مجموعة داوئر اكبر فأكبر فأكبر .

لازمني اسم الوكاله حتى صعدت اول درجة لي في التعليم الابتدائي فكانت " مدرسة الوكاله " وحمّلوني بطاقة اتذكرها جيدا تثقب من قبل موظف " الوكاله " في كل مره اذهب الى مطعم " الوكاله " في رحلة عودتي من المدرسة .

مطعم الوكالة كان يعج بالاكلات الشهيه و انواع جيده من الفواكه الطازجه , فمن ضمن " المنيو " اليومي الذي كان يقدم لابد ان تبتلع حبة صغيره شفافه لونها في اغلب الاوقات اصفر , كنت اتجرعها على مضض إذ كانو يمنعون اي احد من التقدم و الدخول الى باحة المطعم اذا لم يتناول تلك الحبة الصفراء ,حيث اكتشفت بعد سنين طوال ان هذه الحبه كانت عباره عن زيت سمك " على ذمة الراوي " .

يخلف حاجز زيت السمك " إن جاز التعبير " حاجز اخر كنا نسميه حاجز " الطاسة " و الطاسة هي عباره عن كوب معدني كبير اشبه ب قدح من البيرة الدرافت و قد افرغوا منه البيره و استبدلوها بكمية لا بأس بها من اللبن الرائب , انت هنا ايضا لا تملك حق التقدم الى الامام للاستمتاع بالطبق الرئيسي اذا ما لم تكمل افراغ كل الطاسة في معدتك .

زيت سمك تضيف اليه كمية كبيرة من اللبن في معدتك الصغيره يجعلك لا تفكر الا بالنوم في ساعتها و تترك ذلك الطبق الرئيسي ليذهب الى الجحيم .

أصل الى البيت بعد ذلك كله منهكاً انشد الحمام و مصليا و مبتهلا الى الله ان لا يكون احد اخوتي او ابواي قد شغلوه .

بيتنا طبعا كان عبارة عن غرف " وكاله " و غرف الوكالة لها شكل و تصميم فريد من نوعه لا يشابهه اي تصميم

فغرفة الوكالة مساحتها لا تتجاوز المتران تربيع بارتفاع المتران ايضا من جهه واحدة و من الجهه الاخرى اقل من ذلك ب 10سم ليخرج شكل السقف مائلا قليلا لكي يسمح بمياه الشتاء ان تنزلق مسرعة و ان لا تتخل تلك الشقوق الكبيرة التي اعترته مع مرور بعض السنين و اخفاق البنائين في اضافة المزيد من الاسمنت كون ميزانية الوكالة الدولية " لا تسمح في ذلك " .

تنادي عليّ امي من هناك و تسألني عن كرت " الوكاله " احتاجه لاذهب بأختك الى " الحكمه "

و الحكمه هي المكان الذي يعالج فيه كل من يحمل بطاقة " وكاله " و الحاملين لتلك البطاقة كانوا كثر و كنت اعجز في كل مرة ازور فيها الحكمه بأن احصي عدد المرضى , و لكن ما كان يضجر أمي وقتها حين امتنع عن الذهاب " للحكمه " تبريري " الغبي على رأيها " عندما كنت اقول لها " هي حبة هالاكامول " لجميع الامراض . حيث تدخل غرفة الدكتور بعد طول انتظار في طابور طويل , يضع السماعه على صدرك و يسألك " مالك " و قبل ان تجيبه يعطيك شريط من الاكامول .

لم يكن يجول في خاطري او اشك للحظة أن " الوكاله " قد تنتدب دكتورا ترك علم الطب في الادراج قبل ان يغادر بيته و حفظ كلمة واحده " سلامتك .. الي بعده " . قد لا ألومه فذلك ليس خطؤه عندما يكون دكتورا واحدا لاكثر من 30 الف نسمه و الرقم غير دقيق .



اسمحوا لي بإراحة قلمي ها هنا خوفاً أن يصيبه بعض الارق و تلازمه شقيقه فيحتاج هو الاخر الى حبة " اكامول " , و لنا عوده .




السبت، 31 يوليو 2010

نص ٌ منقوص

في كل مره تجتاحني رغبة الكتابة المجنونه , اجد نفسي مرغما بطوع متناقض في أن ابدأ بشق سطور ورقتي على انغام سفر لجبران


و صدقا أقول أنني لربما اكشف سر و حقيقة اغلب كتاباتي سواءً من صنفت على انها محاولة جيدة أو أنها مجرد عبث و كلمات بلا

معنى عبرت عن عبثية الفكر وسلطة اللامعرفة المسبقة و الكلمات المهترئه . لابيّن حقيقة الالوان المختلفة في كل مره و بغض النظر عن تنوع عنوان هذه او تلك , فهي كلها سفر ابدأه من اعماقي و اسير نحو اللامحدود و دون ان اعرف مسبقا الى اين سأنتهي و الى اين المئال .



أتوقف حينا عن رصد الكلمات المنبثقه بفنتازية تروق لي احيانا كثيره , لاشعل سيجارة أو ارتشف بعض من قهوتي البارده ,و كأنني في حضرة درويش عندما كان يتوقف هنيهة ليسمح لجبران في ان يسترقوا شيئا من عذب الشعر الدرويشي فيمتزج و الالحان النصراوية , فيجيش الحضور متمايلين , ثملين , و الاحداق تغرق في ظلمة اغلاق الاجفان و انفاس تشهق للداخل المكبوت لعل بعض هواء يطلق العنان ليفجر المتن في النص المرتجل . فيصير المراد لهم في المتعة و تصير لي القدرة في ان استكمل هذا النص المنقوص .

الأربعاء، 21 يوليو 2010

ادونيس

حبيبتي وهي تسترق لنا شيئ من ليلها                                                                                     


وحدود تباعد ليلي عن اهدابها

............................................

بإنحنائة رقيقة من رأسها على تتوسد كتفي

و ابتسامة الم الغيبة التي طالت

ولمسة انامل مرتعشة تشكو الوحدة قسرا

وآهٍ تحرق القلب المكلوم تعاتب الحزن فلقد اطال المقام

وسخط بركاني من عينيها يمزق الاقدار

فلربما كانت تنوي ان تطع خيوط الماريوت فتتحول الى بشر

دمعة تفر من عيني اداريها عنها ..لا اريد ايذائها

فأستبدلها مسرعا بابتسامه تقابل تلك العيون الغجرية في حسنها

وكأني عدت الى رشدي .. فلا يجوز الدمع في حضرة ادونيس

آآآآآآآآآآهٍ كم اتمنى لو كنت اللهاً

لبسطت لقلوب الاحبة ارض جنتي

فلا اعتراها تعب ولا واسطها الم ولا شاب صفائها دمع



الأربعاء، 14 يوليو 2010

هَوَس




تتشابك الاهداب معلنة اتحادأً و تداخلا لرماح المعركة الدامية , و تجادعيد من مسافة قريبة من مقلتيّ ترسم سنين العمر التائهه , اتحسسها بأطراف اناملي و كأنني امر من على اوتار قيثارتي العتيقة لاعزف لحنا صامتا تتكسر فيه عديد المرات بعض النغمات فأسرتسل في عزفي المرتجل ليس آبه للنوته . وخطوط ترتسم افقاً و اعمدة فوق مُحياي و كأنها نافذة ذلك اللقيط تبعد عن اللاعودة الى الربيع بضع من وريقات بيلسانة في اخر خريف .

و هناك في الاسفل قليلا تمتد اليد الاخرى تتحسس نبضا في الداخل لمضغة استقرت متقلقة في مكانها تستمتع العتمة و قد التف من حولها قفص اخذ بالتمحور و التكور و كأنه بناءٌ لا يشبه الهندسة التقليدية الا بالفكرة , تكسوه ستارة تخفي مسرح الاحداث بأناة خوفا من نظرة تسترق ما يحدث في كواليس السواد الخانق .

وصوت ٌ كفحيح الافعى لهواء انطلق مسرعا ملبيا دعوة لسوادين تماثلا الشبه حتى صارا توأمين يكتسيان بعض من شعريات تحاول يائسة ان تمنع غير مرغوب فيه من المرور الى البلاط الملكي فيصيب عائلة الحكم ببعض من إعياء او لربما ضجر . يستمر تدافع الهواء مسرعا حتى تكتظ صالة التشريفات بمن حضر . يغلق الباب و تطول فترة الانتظار قليلا فتتكور الشفاه حتى تسمح لمن حضر بالمغادرة تتسابق بعضها الاخر شوقا في الخروج من جوفٍ ملئته رائحة التبغ ورشفة من خمر معتق .

تجول المقل في زوايا الاشياء المبعثرة تبحث الشيئ واللاشيئ معا , تجول في المدى البعيد من هنا حيث اللاحدود و تعود من سفرها لتجد ان الرحلة لم تكن الا ترّهات مزجت ما بين الشوق حينا و الحلم احيانا اخرى . لتجد واقع المكان لم يبرح مكانه الا طرفة عين , فهنا ما زالت الاشياء في مكانها , و هنا ما زلت انتظر .

الاثنين، 5 يوليو 2010

تأمل




تذوب الاشياء و تتداخل الالوان و تضيع الملامح حين تسرح في الخيال ... يتسع بؤبؤ العين ليسمح بدخول كمية ضوء اكبر الى الشبكية ... انت هنا و لست هنا ... تسافر حيثما اردت دونما الحاجة الى جواز سفر قد ختم على احدى صفحاته ختم المرور الى الدولة


دونما حقيبة ملابس قد اصبحت كالحُبلى لكثرة الاشياء الصغيرة التي وضعت فيها . دونما الحاجة الى بضعة دولارات تمكث في جيبك مؤقتاً تستعد للانصراف . تتنقل بين الامكنة و تناظر المشاهد حقيقةً منها و منها المرتجل . تقابل اناساً لا يحملون اسماء و في الغالب لا يملكون ملامح من لون الشعر و لون العيون و لون البشرة و طول القامة و الجنس يتبعها التعريف بالعرق . تُحب ان تكون فراشة , نحلة , عصفورا , نملة بجناحين , طفل مجنون يقفز من مقعد مخملي الى اخر , يمامة بيضاء توقفت للتو على احدى اسلاك الكهرباء لتتأمل رحلتها منذ دقائق و تتفقد بمنقارها حالة قدميها و تعيد ترتيب ريش الجناحين من جديد و تنظر الى ما تبقى من مسافة الى هناك



جدول ماءٍ يجري دون ان يتوقف يرسم من بين الحجارة الملقاة في الطريق خطا اعوجا و يحجز حيزا , مسلكا , قناة , خطا , بصمة , استمالة الى اليمين و استمالة الى اليسار متابعا سيره متقدما نحو اتجاهه مسرعا . يلتقي بجدول اخر من هنا .. و اخر من هناك و من الجهة الاخرى لشروق الشمس جدولان يتصارعان السباق حتى يصل احدها قبل الاخر . فتلتقي كل الجداول في منحنى ً واحد ليصيروا نهراً كبيراً يصدر ضجيجا مجنونا حينما يصارع جنودا يقفون في الطريق يمنعون الحلم من المرور الى الجهة المقابلة , فيدفعهم بقوة و يأخذهم معه شهداء , امواتا , اسرى , مسافرين طوعا , عنية , بفرح , بحنق .

حتى تصبح الانهار بحرا لجياً تتلاطم امواجه فيه معلنة بلغة سرية ان في المكنونات تكونت اسرار في رحلة التكوّن حيث لا شيئ يشبهها الا بحر في الجوار قد تكوّن يحمل اسراراً من بلاد اخرى . فالبحر ليس بالماء و انما سرٌ سرمدي خفي , و الشاطئ ليس الا راوٍ لقصص و حكايات كثيرة .



ربما يوماً سيروي قصتك أنت .

الثلاثاء، 29 يونيو 2010

لعبة

أصمت .. فالصمت احيانا كثيره اقوى و ابلغ من المقامره بكلمات مسمومه


اصمت .. وفي صمتي قوة احتفظ بها لابقيّ رحى ً في صدري تدور خوفا من العطب

أصمت .. و كلي ألم يأكل مني عظامي و يمتد للشعريات الصغيرة حين تنتهي اليها قطرات من الدم المحروق

أصمت .. لعلي ابق قادراً على لعب اخر ورقة فوق الطاولة المستديره فالاشياء و نقيضها تسبب خوفاً من الخسارة الممتدة فوق جبيني منذ زمن

أصمت .. و اغمض عيني متأملا ً .. أملأ صدري بهواء كدر صفائه لون دخان سجائري الملعونه

أصمت .. و اقف امام قاضيين اثنين .. في احلك الاوقات لا يرحمان

أصمت .. و انظر الى من سكن العُلا مني .. و أسأل .. فلا مجيب

أصمت .. و اعود للاخر في جوفي .. و استميحه عذرا في المرافعة عن ذاتي .. فيدير لي ظهره مبتعداً

أجلس هناك ينتابني بعض التعب بعد .. وجبيني يرشح عرقاً هو الاخر ..و اشعر بكدمات في ساقيّ تسبب بعض الالم .. و لكني نسيت في خضم ذلك كله .. ان ابدل ملابسي

إذاً كانت لعبة قذره .. الفائز و الخاسر في خانة واحده .. و كأنهم لاعبون بلا كره ... فلا هذا سجل الاهداف ولا الاخر .. و الجميع في مطاردة مستمره

و اذ بالحكم يخرج كرته الاحمر .. لاجد نفسي في غرفة تبديل الملابس



لا بأس .. فقد اثرت اعجابهم حينما خرجت و لم اتفوه بأي كلمه .. و اطلقوا عليّ صاحب الروح الرياضيه .

صفارة الحكم تعلن النهاية ....

الأحد، 6 يونيو 2010

عتاب و لحظة تيه

تعاتبني على صمتي ... و اختلال التوازن الغير مألوف ... و المزاج الذي اصبح يصيب بالضجر والسخط احيانا كثيرة


كأنها تنكر فيّ اسمي ... و تنكر ما كانت عليه ابتساماتي ... تمعن في تعريتي امام نفسي .. و كانها تمسك بمرآة تعكس ما فيّ من شحوب اسود ... ووجه مهترئ تآكل و بانت عليه علامات الصدأ المصفر ...

كأنها تطفئ أعقاب سجائرها في جسدي المنهك .. و قسوة كلماتها تصدر صريرأ كإحتكاك الحديد البارد حين ينزلق على آخر



يمازجه وجع .. فيتبعه صمت قاتل ... و خفقان القلب يزداد معلنا ارتفاعا في ضغط الدم القاني .... و العين لا تقوى على النظر في اعلى وجنتيها المكحلتين بلون الليل و السهر .... لا ادري أهو خجل .. ام انه خوف المواجهه .. كي لا افصح عما يحول بيني و بين لحظات ما فتئت احلم بها في صباي و في مراهقتي و في رشدي الى الان ... أمسّ على جبيني المعرق بيدي المرتجفه .. و كأني احث اللسان على القول .. فالصمت كان كفيل بأن يقتل كل الاشياء في ساعته ...

ألوم نفسي .. و أجلد ظهري بسلاسل من الحديد " لعله يدمى " ... و امزق ما بقي مني من جأش و رباطة ومكابرة مقززة .. و اسائل نفسي ... ما القول حين تصمت .. و ما ليّ لا افلح في ايجاد كلماتي العابره .. ما بالي لا اقوى على الدفاع عن نفسي .. و عن حبي المشتعل ... ما بال ركبتاي لا تحملنني و تخور بي الى الارض مجددا ...



أنا .. سئمت تلك الاحمال من على ظهري .. و كأنها هموم العالم مكدسة ... و حبل في جيدي يخنق انفاسي المتحشرجة ...

هي .. لا تدري كيف امضي ساعاتي و انا احاول ان ارتب الافكار في رأسي حين غيابها .. و انهمك في التقاط الاشياء المنثورة من حولي ... وكأنها افكار قد بعثرت هنا و هناك و مر عليها دهر و كساها التراب المتراكم

هي .. لاتدري أنني احاول ان لا اظهر ذلك اللاعن للعالم و من عليه .. أو ذلك المتشائم السوداوي ... أو ثمل اخذ على عاتقه في لحظة سكر ان يحاكم الرب ..لثقته انه ليس هناك بعدل حتى يؤمن بالرب الهاً ...



حاولت ان اكون جديدا .. مستقيما .. متزنا .. يفصل ما بين عالمين بينهما فرسخ لا يبغي احدها على الاخر فلا يختلطان ...

حاولت أن أجد الجمال في مقبرة عافت امواتها لطول المقام ...

حاولت ان اجد الثورة في نفسي فأنقلب على ذاتي السرمديه ... فوجدتها قد انقلبت هي علي حتى تاهت معالمي بين خطوط المباح و جداول المنكر ...



هي ... كم جميلة هي .. حتى في قسوتها الممدتده ما بين ثنايا الانس مرة .. و حيرة الانتظار .. فهي كالموت لا ينتظر ...

اكتب و عين على احرفي السوداء .. و عين اخرى تراقب نومها و براءة الطفل يتوسد وسادة و يلمئها حبا و حنانا اتوق اليهن حتى اني تمنيت لو كنت انا من وسدته بكلتا يديها الناعمتين ..



اعود و تنهيدة تملأ صدري الممتلئ بسموم سجائري ..و انظري من حولي في عتمة اصطنعتها لنفسي لكي احرض قلمي على الكتابة دون توجس او خوف من مقص الرقيب ...



فأجد انه قد طال المقام بيّ ها هنا ... حتى بت موقنا ان قبري سيكون هو سريري هذا ...و لحافي سيكون كفني الاخير ... و سجارة تحترق و قد استندت على تلك المنفضة ستكون بخورا يطرد الشيطان في حضرة الموت ... ورائحة العرق المبلل بذنوب الشهوة سيكون ماء استحمامي الطهور ...



هنا ... أطلب الرحمة منها ... لعلي اغمض عيني وفي قلبي رضىً ... و ابتسامة اخيرة ... تشرق بها نفسي قبل اكتمال النصاب للرحيل ... فأنا ابحث منذ طفولتي عن وجهها .. حتى ولو كنت على فراش موتي المرتجل ...



اليك وفي قلبي حباَ لا ينتهي بأنتهاء اخر فصل من فصول الحكاية الطروادية البائسة ...

الجمعة، 4 يونيو 2010

:: حالة ::



تحية يا اصدقاء ...
في الحقيقه و في واقع الامر .. لن اطيل الشرح و سرد الكلمات الملفقة ...
كنت ابحث في ثنايا النفس عن مقالة او نثر او سطر شعر ارعن ... يفي احتياج رغبة مني في شرح حالة من الانتظار ... فوجدت ان ما قال درويش في نفس الامر .. قد فاق مرارا .. ما كنت سوف ادون ... ادعوكم و نفسي .. للاستماع ...

الأحد، 30 مايو 2010

محمود









أتسائل .. و لربما لا يحق لمثلي

و لكن لمَ لا ... ألم تكتب لي و لهم على حدٍ سواء ؟

ألم تضع مخرز كلماتك في عيني كما أولئك ؟

ألم افتقدك و انا اقلب صفحات من دهر لا يألو و يقسو علينا ...

ماذا استذكر وماذا اترك للنسان مدفن له !!

أكل من نظم الشعر كما انت لامست فيه الفرح فينا قبل الدمع .... لامست في قلوبنا جراح تمتد من النهر الى البحر وربما ابعد ...

أكلهم اتوا بآلهة العصر و عصرتهم محاجر كلماتك كما فعلت ؟

انطلب منك ان تعود ؟

انطلب منك ان تنهض معلنا فينا حالة العصيان و الكره الممتزج بحنين الاخ و دمع العين يسيل ؟

مساءاتك يا دوريش لم تكن ككل المساءات ... و إن لم تكُ قد خلت من كأس و أمرأة و كافر يعلن أن موته قد حان " ليستريح "

لا ابكيك و لا اذرف الدمع على غيابك ... فلك الحق ان تستريح يا محمود ... لك الحق بان تغمض عينك بعد طول السهد و انت تعتلي صهوة الكلمات الدامية .

بل أبكي و اذرف الدموع على وطن فقد فارس الحرب و السلم و الحب .

ابكي محموداً .. و منبوذاً كان .. أبكي اسطورة الكفر بكل ما هو ملفق ....

ايقضت فينا ميتا ... لم يكُ ليقوم ... لولا انهم اعلنوا فيك حالة الموت كسنبلة ....

السبت، 29 مايو 2010

صباحك اجمل






صباحك اجمل




صباحك اجمل ...صباح زهر اللوز أو ابعد ...

صباحك اجمل .. صباح الخمر المعتق حين يسكب

صباحك اجمل .. صباح تغريدة طير يُطرب

صباحك اجمل .. صباح وجهة صبية يسلُب

صباحك اجمل .. صباح فيروزية تصاعِد الهواء فوق الغمام الصباحي أو ابعد

صباحك اجمل .. لانك انتِ .. فكل الصباحات بك اجمل

الجمعة، 28 مايو 2010

دولة الرئيسان





كأي انسان .. ينمو على جرعات من حب الوطن ...يسقاها من يد ترتجف و إختلاجات من الخوف تمزق الصدر " لكي لا ننسى "

قصص و حكايات ... اسماء و شخوص .. بطولات و انتكاسات .. دم يسيل و وردة حنون تنبت ... اشراقات صباحية معطرة براحة خبز الطابون .. و تبغ اسود يختلط بهواء ذلك الزمان " برونزي اللون " ....

تنمو و ينمو معك شعوران متضادان ... شعور بالفخر يعلو جبينك ... و شعور بالعار يرسم على وجهك اقسى تعابير الافاضة و التعزية

, يعود البعيد القريب " عائدا " الى وطن الحكومات ... فيجد انه هناك اشياء لا يمكن ان تجدها .. الا في ثنايا ثوب الوطن المدرج بالدماء

تجلس الى التلفاز تبحث عن اللاشيئ من الامل المفقود ... فيستوقفك فكر مختلط في لحظة تيه و عين تشخص ..تراقب و تتفحص أخبار اتت من هناك فيقابلها خبر من هنا .. فتمتزج الاخبار كإمتزاج زيت بنار ... حتى تلفح وجهك لتعود الى اللاوعي المتقطع ... و يستأسد من هناك .. و يستغول من هنا ... حتى تكتشف في زحمة المسخره ... انك ممزق ما بين اثنين " هناك احدهم ..و هنا الاخر "

و كله في كنف الوطن ...

اصبح الواحد منا .. لا يعرف كوعه من بوعه .. من معه و من " عليه " ...

افرح و املأ الدنيا صراخا حارقا للحناجر .. ايٌ منكم له حكومتان ... ايٌ منكم له دولتان فوق الغمام ؟

أيٌ منكم ... يحار ما بين العلم الوطني و اعلام الدكاين المنشترة في الارجاء ؟

هل سبق و ان ضعت و سافرت ما بين التيه في حب الوطن .. او المغالاة في الكره ؟



استوقفني ذلك المشهد في مساء من مساءات بيت لحم المحبوسه ... من احتفالية افتتاح فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية .. و قبل ان يشدو على اوتار الشمال الاصيل .. أستوقف الجمهور حين استماح " سيادة رئيس دولة فلسطين " .. ليلقي ما بين يديه كلمة حملها معه من هناك " من اسرائيل " ...

سيادة الرئيس .. آتي و معي قيثارتي .. لاعزف امام العالم بصمت صارخ .. لانوب فيه عن شعب منهك .. لأقول لكم " انتم "

قد تعبنا و اصابنا التعب في مقتل ... لا نريد ان نكون ابطالا .. ولا اساطير ولا خرافات و الزمن المغدور .. لا نريد ان نكون ارقاما في كتاب جينيس ..ولا نريد ان نموت اشلائا . نريد ان نكون كما الانسان .. يحيى لأمل ..يغني من اجله .. يرقص فرحا به .. نريد ان نحيا حياتنا كبشر ... " نرجوكم يا دولة الرئيسان "





لم تكتمل " خـــوفا ..و تحسبا "


الجمعة، 21 مايو 2010

شكواها و انا







هي ... تشكو من حال اصابها .. ولربما احوال لم تكن الا استخداثات اقدار لا تخلو من النقيض و اضداده ... آهات اسمعها حين اصغي لاحرف صماء ... خرجت و حجرة الحلق تمزقني ... تسهب حينا .. و تتوقف احيانا عن البوح ... رأفة بحالي لربما في لحظة تقديم الحبيب على القلب بل لربما ابعد ... تتناسى او تنسى ... انني و بكل دقة من قلبها ارتجف خوفا و تسبيحات الغسق في سماء ملبدة تزداد همهمة من القلق تارة و من الخوف تارة ..من الحب و العشق و ارتعاش اطرافي ...



اما انا ... فأصغي بلهف لوجعها ... و اقول الاه قبل ان تشعر بها ... بت اقرب من روحها منها ... احسها .. اتلمس اطراف شعر تاه و امتزج بأيد حركتها لحظة تشبه اليأس في لونها .. و تشابه الانتظار لقادم يأتي من البعيد ..



استند الى الوراء قليلا ... و املأ صدري شهيقا ... محاولا .. استجماع القدر الباقي من قوتي ..و من رباطة جأشي ... حتى استطيع ان

اقف و اياها بعيدين عن تلك الحافة المنزلقة ...

فلا انا و لا هي .. نحتاج الا لبعض هنيهات نأخذ فيها نفس التعب من رحلة تاهت خرائطها بين الالم حينا ..و الشوق المحترق احيانا اخرى ...

محاولا بيأس ان اجد بعض من كلمات .. لم اكن قد قلتها من قبل ... حتى اعبر عن الجديد المتوقد ... و اكسر ذلك الصمت الرهيب

حين ... حين نشعر بالالم سويا ...



ناظري السماء حبيبتي ... ناظري السحب ها هناك ... قد يتأخر المطر قليلا " ايا شوقي له كشوقي لاحتضانك "

قد يتأخر الغيث مليكتي ... لكنه في الافق اشعر بقدومه ...

فلا تيأسي ولا يحزن قلبي ... فوالله اني اجود بأغلى الغوالي مم املك ... حتى ارى ذلك الوجه المتوقد نورا و املا و زهوا ...

اني ها هنا ... انتظر عودتك لي لاهفة ... تحملين لي ... هدايا مغلفة بأوراق البيلسان ... افتحها بلهفة عليك و على ما تحملين ..

لاجد الفرح منك ...هدية غالية ...

انا هنا ... افترش لك الارض زهورا اعشقها ... لانها باتت تهمس بأسمك ...

هل تذكرين










هل تذكرين حبيبتي .. ما كان مني و ما كان منك ..!

هل ما زال هواء الشاطئ يداعب وجنتيك ويلاعب تلك الضفائر .. حين تشدو في بالك ذكراي ... فإلى البحر تلجئين ..لكي تبوحين له عن اسرار قصتنا الوليدة !

هل ما زال اسمي و حروفه يغزلون امام اعينك ثوب زفاف ابيض ... مغلف بأحلام وردية تتربعين فوق غمامها ملكة و اميرة نائمة !؟

هل تزال تلك اللهفة تأخذ قلبك في الخفقان سريعا عند محادثتي ... و تطربين لسماع كلماتي ... !

اما يزال ذلك الارعن عاقد الحاجبين جميل في ناظريك ... تختبئين بين ذراعيه كعصفورة تنشد الدفئ و الامان !؟



ام تاه ذلك كله .. في زحمة الايام ... ولم يعد هناك وقت لذاك ...

تأخذك الايام بعيدا ..و نحن نحاول الامساك بحبل الوداد ليبقينا ذانك الجسدين بروح واحده ...!

اشتاق الى تفاصيلك في تلك الليال ... اشتاق احرفك ..حين كنت بها تبوحين ... و تنسجين بها عباءة الكبرياء و على كتفي تضعين

اشتاق الى الامان الذي كنت تمنحين ... ورائحة العطر تفوح و اصابع رقيقة جميلة ترسم خطوطا من على وجهي ...

اشتاق الى سماع اسمي من على شفتيك ... فله لحن شجي كنت اسمعه ... و اسهب في اغماض عيني محاولا ان اسرق لحظة من عمر يمشي مسرعا .. يأخذني من ايامي



قولي حبيبتي ...

الم تفعل بك الايام فعلها ... ألم تغاير فيك الظروف طرفةً ...

قولي لي ....

هل تشتاقين لي كما اشتاق ؟

هل تحمل انفساك آه ٍ حينما تتنفسين كما الآه اقولها حينما في بالي تخطرين !؟



ما زلت اهواك ... و في هواك اهيم ...

كصحراء تاه فيها فقير من الماء ... يسير فوق اقدام انهكها البحث عن واحة و ظلال وفير ...

كمركب يسير بلا هدى ... في بحر تلطم امواجه يمنةً و يسرى ... يمضي ليله المجنون بحثا عن شاطئ فيه يرسو ...



فأنا لا ادري الى اين سأذهب بذلك الحب , ام بي هو سيذهب ؟

لا ادري ماذا يخبئ لي قدري معك ...ولا ادري ما تحمل ايامي و اياك !؟

لربما جنة فيها قطوف دانية و ظلال رغيد ...

ولربما الى نار ...قطع من العذاب ..حيث الموت امنية ....



لعل ما يبقيني مستمرا في السير نحوك ... هو شيئ من امل .. مازلت احتفظ به من اجلك ...

بعيدة انت حقا ..و الوصول اليك كما المستحيل ... و لكني بت اهوى مستحيلا ..انت عنوانا و اسما له ...



فأنا بإختصار ...ما زلت احبــك

هي ..و أنا ....





هي ... و انا




نصارع ... نقاتل ... نتألم ... نتنفس نار تحرق ما في الداخل ...

تقف هي .. خلف ذلك المانع القوي ... و انا ... اقف بأنتظارها...

لقاؤنا سيكون هناك ... خلف تلك الغيوم الملبدة ... قالت و تنهيدة تتجلى من على صدرها... و اه تخرج من بين شفاهها

مددت يدي لكي تتملس روحها ... و اقبل جبينها المتقد ثورية في ثوب انوثة بعيدة ... اتأمل طيفها الغافي في حدقات عيوني

و استرجع ما كان مني في الماض القريب البعيد ... و استذكر " تراها تعود "

وكأنني كنت استشرف المستقبل و ما يخبيئ ....

يخجلني ذلك الشعور ... يفجرني غضبا ... بأن الاقدار تلعب لعبتها " معنا .. انا وهي "

اشتاقها ..اشتاق عطرها ... اشتاق لمساتها .. و اشتاق الى شوقي إليها قبل اللقاء .

كحالة الوطن المنهك ... في زيه وفي تراتيل صلواته المقدسية العتيقة ...

بين حاجز لمستعمر .. وحقد انسان بلا انسانية ... يتجرأون على المساس باحلام لا تتجاوز حلاوة اللقاء مرات ... و في الحلم حق ينتهك ... والانحناء امام العاصفة هو السبيل لكي لا ننجرف ...

امل باللقاء لازال متوقدا .. برغم العواصف التي تأتي و ريح الشمال العاتية ...

سأذهب هناك لا محالة ... حتى اتذوق حلاوة الانتظار ..و ان كان ... بلا لقاء هذه المرة ... حتى اطمئن القلب ... بأن من هناك ستأتي ..وخوفا من سؤال الروح مرة اخرى ... " تراها تعود " ...!!

قصتي حين تغيب


:: قصتي حين تغيب ::




قصة سأبدأ بقص احداثها .. من البداية الى هنا .. الى حيث اقف و اتسمر في مكاني في برد شهر كانون الثاني المميت .



تتبدل الاحداث و تختلف القصص ايضا شخوصها و ابطالها ... وتتبدل الامكان و طرق الالتقاء ... تتبدل الاسماء و ملامح البشر .. بمختلف الوانهم .. فهنا .. تقف المسميات و الصفات المميزة للبشر خارج نطاق الحب ... لا تستطيع الاقتراب قيد انملة ...

ففي هذا الصدد .. من يتجلى بأجمل صوره و صفاته .. الانسان بلا منازع .. مشاعر انسانية خالصة ..

لكن ما يبقى على حاله ... و بلا اختلافات كثيرة .. يحافظ على نفسه زهيا نقيا عفويا .. كما خلق منذ بدء الخليقة .. كأسمى مشاعر الانسانية ... هو الحب .

احتار من هنا كيف ابدأ ... و بأي كلمات اقرب لتلك المعاني التي اضمها بين لخجات صدري .. لكي تخرج كما هي .. نقية دافئة .. بلا زركشة ولا الوان صناعية .. اصمت للحظات .. و اضع يدي على خدي .. محاولا ان اعتصر ما في داخلي من كلمات ... لكي تصل الى ما اطوق بلا عناء كبير .. ففي العناء هنا مضرة .. فالقلب احيانا .. يحتاج الى الصفاء ليفضي الى المحبوب بكل الاماني و الامال .. ويشكو اليه ايضا سوء الحال ...



بين صفحات و احرف وهمية ..وجدت نفسي اقضي وقتا طويلا ... في عزلة عن واقعي و اجتماعية مختلقة ... فلا ادري اهو انعزال ام انفتاح ... لعل ما يكون هناك .. لست تلقاه في من حولك .. في واقع العملانية و صعوبات تفاصيل الايام المرهقة .. كنت اسهر الليالي و ارسم احرف , كنت اشعر براحة قلبي عند خطها حتى و ان كانت بين طيات صفحات افتراضية غير واقعية ... اما التناقض فهو صفة ضلت مشتركة ما بين ذلك العالم الافتراضي و العالم الافتراضي الاخر الذي اسموه " بالعالم الواقعي "

فكنت اشعر فيه بفرح و سعادة و كنت اشعر بالضجر و الحزن ايضا ... اي ذلك العالم الافتراضي .. والذي يأبى الكثيرون نفي صفة الواقعية عنه ... اي عالم افتراضي ذلك ما يتلاعب و المشاعر التي تسكن صدرك و انت تداعب لوحة المفاتيح لكي تترجم ما فيك من كلمات لتوصل بعض من مشاعر .... .

تجد ايضا هناك .. من هو يقرب اليك حتى و لو من خلال كلمة ..و من هناك ايضا تستاء لرؤية احرفه .. تضاحك هذا و تمازح ذاك و تغضب من اولئك و تسيئ و يساء اليك من الباقي ...

في زحمة تلك الاشياء .. يتسلل الي طيف من البعيد .. يفرض نفسه بقوة غير مسبوقة .. حتى يثبت لي ... بأن العالم الافتراضي والذي اخذني من عالمي الواقعي ..ما هو الا طريقة ابتدعها البشر للتواصل والالتقاء .. فالبشر اذن ادركوا حاجتهم الى التواصل و تطوير طرقه

فمن هناك دخلت عالمي الواقعي و اخذت تتلاعب و اشياءاتي الخاصة ...



اقف لوهلة .. استجمع افكاري و اعيد النظر فيما حدث .. لطالما كنت اقول .. ان حالة الحب ... ليست مرتبطة بزر الكتروني كان او غيره .. عند حاجتك اليه تجده امامك كشاشة التلفاز يعرض لك فيلما او مسلسلا ..ولا هو بشاشة ذلك الحاسوب الاخرس ... والذي يقوم بدور نافذتك الخاصة على كل العالم المجنون ...



جائتني و القت بنفسها و الاه تتوشح شفتاها على كتفي واخذت بالتنهيد ... ليس هناك زمن منطقي في قصتنا .. ولا ان حاولت ان تمنطق ما جرى ان تجد للمنطق دور او حيلة فيم كان ...

تربعت في قلبي و اخذت تبني عالمها الجديد فيه ... ترتب اشيائها الخاصة هناك .. كعروس بدأت في نثر الجمال في زوايا تلك الغرفة التي لا تحوي الا زهورا ..و بعض من موسيقى الحب المترنمة ...



تلقفت ما اتتني به .. و خلعت من على اكتافي ذلك الرداء الذي تلحفت تحته منذ زمن ... فقد كنت وصلت الى القناعة بمكان .. بأن الشرقية في الرجل تجبره ان يبقى واقفا قويا ... لا يحاول ان يجثو على ركبتيه امام تلك الحسناء و يسلم اليها الروح لتلقي بها حيث شاءت او احبت ...

بل ..وجدت نفسي اصنع للشرقية معنى اخر ... فالشرق هو وطن المشاعر .. والعواطف الجياشة ... كان منذ الازل ذلك الاسود المستأسد يستمد قوته من تلك الخجرية حين احبها ... و لن اتحدث عن ذلك المجنون ... الذي افنى عمره و مات حين احب حواء و اسماها " ليلى " .

اسلمها الروح في محبة و رضى .. و اضع ما بين كفيها قلبا رقيقا .. ولد توا .. ولم يشتد عوده بعد ... فقد حرصت على ابقاءه بعيدا عن تقدم العمر .. حتى يضل ذلك الطفل الضعيف يحتاج الى الحنان و الاعتناء ... فذلك الشعور ما زال يغريني و يفتتني ...

حبها الان .. جنة و نار في آن .... اعشقها و انتظرها حتى بتعب الجوارح و تنهدات الصدر المكلوم ... هذا و اجد حلاوة في ألمي و استمتع حين تسقط من عيني دمعة حارقة ... لتظفي على حبي لها اشتعالا اخر ...

فأنا احترق في مكاني ... اشبه ذلك الهندوسي حين يتقرب الى ربه برماد جسده بعد ان يحترق ...



و انا ... ما ازال احب ان اجد الدلال في خطوط يدها حين تمسح على وجهي ... و تأخذني الى صدرها محاولة تهدئتي ...

اجد نفسي ذلك الولد الشقي حين يختلق اي فرصة لتأخذه امه وتلامس وجنتيه مبستمة .. قائلة : اهدأ يا حبيبي اهدأ ..لا تتعبني اكثر .. فأنت تعلم اني احبك " بني " لكن لا تسبب لي الضجر مرة ثانية .. والا ....

يبتسم ذلك الطفل و كأنه يقول في نفسه ..ليكن ما يكن في المرة القادمة ... فأنا الان هنا ... بين يديها بعيدا عن ذلك العالم المجنون .. اشعر بدفئك و استمع الى دقات قلبك ...



اقتل الف مرة .. والف مرة اقتل .. حين تشعرني و بذكاء المرأة الماكر ... بأن احدهم يحاول الاقتراب .. احترق وغيرة تعتصر قلبي

احترق غيرة حتى من ذلك الهواء الذي يداعب وجنتيها او يلاعب ضفائر شعرها .. فكيف لي ان يهدأ قلبي قبل ان اضعها بيني يدي ..اقربها الى صدري ومني ملتهفا .. قبل ان اخبئها عن كل تلك العيون .. احتاج الى ان اكون ذلك الفارس الشديد .. حين يستميت في الدفاع عن وطنه من العابثين فيه ...



اعود الى قصتي و احاول لملمة افكاري ... لعلي اقف على ذلك الجزء الذي احتاجه منها ...

احتاجه منها "؟؟؟ ....

اي جزء افاضله عن جزء اخر في قصتي معها .؟ !

فكلها قصتي و الفرح ... بما تحويه من صد والم و صدود المحبوب بثوب الدلال المطرز بجمال ورقة بردة تلك الملائكية حين تلمس جنبات قلبي بأطراف اناملها !



قصتي واياها لم تبدأ بعد ... فتلك كانت تقدمة لقصة ملحمة من ملاحم التاريخ ...

لكنها ملحمتي انا ..و قصتي انا .. معها هي ..

مستفيدا من ذلك الوقت الذي اجد نفسي دونها .. و هي تجول في عالمها ... لربما تبتعد لتقترب مرة اخرى ... لكنها الان ليست ها هنا ...

لتبتعد كما ارادت .. فحلاوة اللقاء من جديد يصبرني و يصطبر قلبي اللاهف اليها ...

انتظرك هنا ... فلا تطيلي الغياب ...


قطرات أول المطر ....




قطرات اول المطر ... خجولة تنساب ما بين الغمام على استحياء ... فلا تملك من القرار شيئ في اي بقعة تستقر ... فالرياح تشاء ايضاء و تمارس قوتها العاتية ...


قطرات اول المطر ... مازالت تنساب ايضا على استحياء ... فلا تملك ايضا من امرها ان تعود من حيث اتت ... تعود !؟

كيف لمن يسقط من السماء ان يعود !!

قطرات اول المطر ... تصل الى حيث قدر لها ان تستقر ... فتتفرق الجماعات ها هنا ... و يتشتت شمل الاحبه ... فقطرة تسقط فوق صخرة صماء و تطاير متناثره ....

و قطرة اخرى تستقر بين حبيبات الرمل و تختبئ تحتها ... و تلك ايضا سقطت على اوراق الورد فأزالت عنه ضمئه و اشرقت الوانه من جديد ....

قطرات اول المطر ... ايضا ... تسعد القلب و تضفي في الصدر رائحة الارض التي لطالما تغنى بها ذلك الفلاح ذو اليدين الخشنتين , فيطلق صيحات الفرح و يهلهل متغنيا بنعمة السماء ....



و انا ... من غرفتي هذه ... اسعد بقطرات اول المطر ... فأستطرد مستمعا وهي تدق من على زجاج تلك النافذة القريبة مني ... فهيج ما في داخلي من الاشياء و ضدها ... ولكن لعلي اشعر بأن كفة الفرح ترجح عل ما سواه .

لا ادري ما لقطرات اول المطر من سحر خاص يسلب لبي ... و تشعرني بأن فرحا من البعيد لابد ان يصل .

فقطرات اول المطر ... أتت من السماء ..حيث اللوح المحفوظ ... فتحمل البشائر لاصحابها ... و تزرع في الارض و القلوب معا حياة من جديد ...

تسرع الخطى اكثر فأكثر قطرات اول المطر ... كأنها تعمد بأن تخاطب من يعقل ... أليس ما كان من الجفاف و الموت قد يختفي و يتحول الي ليلك و زهر لوز عبق حسن المظهر !

أليس من كان يشكو العطش و يقلب الكفين متحسرا ... قد لوح بكوفيته الى السماء شاكرا وقد نزلت قطرات من الدمع شاكرة نعمة السماء



فإلى كل من يشتكي الما ... و الى كل من يشتكي حالا ..و الى كل عاشق ذاب قلبه و ذبلت عينيه .... والى كل غريب ينشد الوطن ملتاعا

وإلى من يناظر البعيد يقصد انتظارا لشيئ خاص فأنهكه التعب و طالت به السنون ...



أليس لنا في قطرات اول المطر من عبره !!!



لعلها تكتمل ....


الأربعاء، 19 مايو 2010




الحال هو الحال ...و المقام لم يكن في غير هذا المقام ...
تشرق شمسا ... فتسرع في المغيب خجلة ... ما يفتيئ نور القمر بالانارة ... فيأفل هو الاخر بالاختباء ...
يتكرر هذا الحال ...و دولاب الايام يدرج متدحرجا فوق صخور الوقائع و امتزاجات الواقع ...
فيتكرر مرة اخرى ...و كأنه ضيفا استحلا الجلوس في اسقاع بيت اقدارنا ...
كحاله يعود و يتكرر من جديد .... لا تملك له ردا ... ولا ردئا ... فالايدي مازالت لا تقوى على الوقوف طويلا في صد ما يأتي والريح
فتلجأ الى ان تحضن رأسك بين كنفيك ... بعد ان استدرت لها متأفئفا ... فتحاول ان ترى ذلك النور ينبعث من هناك ... فتركض لاهثا اليه .. فلا تلبث ان تجده سرابا في صحراء اهلكها العطش .. فتجلس من تعبك لاهثا ... محاولا استبقاء بعض من روح حتى ... حتى تكمل
تكمل ماذا ... والى اي مدى ...
فتلك حتى تصب في .. حالة التكرار المتجدد ...
فتضرع للاشياء صارخا ..ولربما مستغيثا ... يكفي حال التيه و الألأة المشردة ... احتاج الى صومعة حتى و ان كانت من هوس لعاشق ابله ...

الثلاثاء، 18 مايو 2010

تراها تعود ..... !






تراها تعود ...!!؟

تراني المس في كفيها ذاك الدفئ البعيد .... ام تراني سأسهب في انحنائي لعظمة و رقة طلتها ...

كان الجو باردا جدا ... و انا كنت انتظر ها هناك ... اقف و اداري نفسي محاولا الاختباء منها ومن سقيع النسيم البارد
اراقب المارة و ارمق بعيني تلك المركبات التي تأتي من هناك .... في كل مرة اتاهب من جديد لذلك اللقاء المغمور والذي اجهل ملامح ما سيكون ....
يشتد الجو برودة ..و تشتد اقدامي تسمرا حيث اقف ... صندوق سجائري قد شعر بالسخط هو ايضا ... كيف لا ...و انا لا اتوانى عن سحبه من جيبي الدافئ لاخرج سيجارة تدفئ انفاسي الباردة و تشعرني ولو قليلا باالطمأنينة ....
هي اتية لا محالة ... لم يتبق على ذلك اللقاء الموعود الا لحظات ... لحظات اناشدها بالاقتراب و الاسراع اكثر ... و بالتباطؤ و التمهل ايضا ... اي ذلك الشعور الذي يحمل الكثير من التناقض ... ولم ؟ و من ما ؟
بت احفظ تفاصيل وجهها .... و اصبحت كقارئة تلك الفنجان حين تفحصت تلك الخطوط في تلك اليد ... فيداها حفظت خطوطها عن بعد ... همساتها الساحرة تلك ... باتت كسمفونية عشق ادمنتها ... و انفاس معطرة برائحة زهر اللوز الذي باعده قباني ....
يالله ..مالي ولهذا ... مالي اشعر بأن كل الاعين تتجه نحوي .. تناظرني .. و تكتشف ما بداخلي ... شعور اكرهه .. ان اكون ذلك الكتاب المفتوح للكل ... فأنا احافظ من زمن على تلك الخصوصية التي اعشقها و اتعبد فيها بطقوسي و صلواتي الخاصة ...
تلك الهدية الصغيرة التي اضعها في جيبي و اقبض عليها بيدي ... لا ادري خوفا عليها ... او حرصا من ان تسقط في لحظة سهو مني ... او انني اقبض على ذلك الحب الذي اتاني من البعيد من خلف تلك الامواج ؟
تمض الثوان ... و يزداد قلبي بالخفقان ... كلما انتظرت اكثر ... كلما زدت في عدم الاتزان ... لا ادري ..ولا اعرف ...و اجهل .. و اناقض نفسي ...و ...و احبها ...
تقف المركبة التي اتت من البعيد ها هناك .... شعرت بها ... و شممت ريحها ...قبل ان اراها .... و انا ما زلت انتظر هناك و اقف في نفس المكان ...
ستظهر الان ... سأراها ... من بعيد ... سألمح ذلك الحب الجميل من حيث اقف ...
يتوقف نفسي عند الشهيق المكبوت .... و تتصلب اوتاري ... و تشخص عينيي ... ولكن يزداد نبض قلبي اكثر ..

نعم هاي هي .... زهرة في هذا الجو الخريفي تبشرني بأن ما سيكون ..هو الاجمل ..و ان ما كان .. ما هو الا تهيؤأ لما سيكون ...
هي ... عيناها تبحث عني من بين المارة ... تطالع هنا تارة ..و هناك تراة اخرى ... و لسان حالها يقول .. اين انت ... اين انت ايها الشقي الذي اتعبني ...
ها انا ... ها انا هنا ايا املي ... الوح بيدي من بعيد ... و ابتسامة ارسمها على شفاي ... حينها ... ولاول مرة ... ارى ابتسامتها تقابل اتبسامتي ...
قرار في لحظة تيه بالتقدم ... اسارع الخطى نحوها ... وهي تسابق الزمن للقياي ...
حاذري يا حبيبتي ... حاذري تلك العيون التي تراك ..... وقفت في مكاني حيث لم استطع ان اتقدم اكثر ...و انتظرتها حتى تصل مرة اخرى ... اراقبها بشدة ... اعد خطواتها ... فيستوقفني ذلك الشعر المتطاير و نسمات الهواء البارد .... اشعر و كأني سافرت معه حيث اندلس العشق و عاصمة الحب في باريس .... اواه يا قدري ... يا الهي الذي خلقني ... نجمة في سماء الليل الاسود تشع بالنور ... لؤلؤة تتوهج انوارا و اشراقا ....
تقترب اكثر ... و تذوب من حولها الاشياء .... تزداد اقترابا .... و تذهب ملامح كل شي حولها ... لا ارى في كل المحيط غيرها ....
وقفت امامي ... تمدد كلتا اليدين لي ... وكأنها تقول ... ما بالك يا حبيبي ...فأنا هنا ... وتلك يداي فالتقطها و التقطتي معها .... ها انا حقيقة واقعة امامك ... فما بالك تقف مستمرا !!!
نظرت اليها هنيهة بعين ذابلة انهكها السهر و الانتظار ... ولم يكن مني غير ان اخذها الى صدري ... لاشعر بها بين يداي ... لاحتضن حلما خوفا من لحظة صحو توقظني من نومي ذاك ... احضنها و احضن ايامي معها ... وكأنني ارقص و اياها على اعذب موسيقى عزفت لعاشقين ... تاخذني من يدي فوق تلك الخيوم الملبدة و تصعد بي الى هناك قرب سدرة المنتهى ....
واعود لادرك انني هنا اقف على قارعة الطريق العام ... و اتنبه الى الناس من حولي ... انت ها هنا يا صغيرتي فلنمض ...قلتها مبتسما
كيف انت و ما هي اخبارك اجبني ... تسأني وهي تنظر الى القرب من عيني ... فلم اجب الا ببضع كلمات ... احمد الله على سلامتك
وخيم الصمت و كأنها عقدت لساني .... مضينا في طريقنا ...اسألها عن رحلتها البعيدة و ارحب بها ها هنا ...و اخذنا بالابتعاد اكثرو اكثر ....حتى توارينا عن الانظار و تهنا في زحمة الورى ................

الخميس، 17 سبتمبر 2009

احبـــــــكــ






بكل الكلمات .. و اجملها و اقربها للقلب و للروح ... قالت وهي تهيم فوق غمام السماء البنفسجي ... احبك ...

بكل الامل ... و فرح مسح ما في داخلي من ترح ... و اشواق تألقت و ازادات اشتعالا ... بكل جوارحي و ما املك ...

انحنيت امامها ... مقبلا يداها ... و معترف بلسطتها و جلالة عظمتها ... و جبيني يشرق بنورها ... وعيني فيها بريق يعكس انبهاري بجنات تلك العيون الاميرية ...

عهد ووعد ... ما فتئنا ننطق بكل كلمات الحب ... نقابلها بأجمل منها ... نسارع الخطى نحوها ..و كأنها ورد حنون احمر ... من سيقطف للاخر اجمل الزهر ليطبعها من على قلب يلمس ذلك القلب ...

نتراقص فرحا .. و نسرق من ايامنا قبلا اشهى من خمر معتق ... يعلنها كل ما فينا ... بان المدى هو حد جناننا ... و تتسلل منا الكلمات .. حتى نبوح للقاصي قبل الداني ... بأننا عاشقان ...

نزرع في الارض املا .. ومحبة .. نصنع للقادم فرحا ... و ننظر للمستقبل بشوق ...

هي صاحبة تلك العيون الغجرية بت اعبدها حين تنطق بالهوى جملا ... تتراقص امام قصر الحب طلبا و عفتة و انوثة...

اعشقك يا من بت في عييني حدقة ... اهواك يا من اصبحت لقلبي نبضه .... اعبد هواك ... ولا اشرك بربي ها هنا ... فللعابد رب يعبده ..و للعاشق امرأة يهديها اجمل الصلوات ... و كذا انا ........... احبــــك