الأحد، 6 يونيو 2010

عتاب و لحظة تيه

تعاتبني على صمتي ... و اختلال التوازن الغير مألوف ... و المزاج الذي اصبح يصيب بالضجر والسخط احيانا كثيرة


كأنها تنكر فيّ اسمي ... و تنكر ما كانت عليه ابتساماتي ... تمعن في تعريتي امام نفسي .. و كانها تمسك بمرآة تعكس ما فيّ من شحوب اسود ... ووجه مهترئ تآكل و بانت عليه علامات الصدأ المصفر ...

كأنها تطفئ أعقاب سجائرها في جسدي المنهك .. و قسوة كلماتها تصدر صريرأ كإحتكاك الحديد البارد حين ينزلق على آخر



يمازجه وجع .. فيتبعه صمت قاتل ... و خفقان القلب يزداد معلنا ارتفاعا في ضغط الدم القاني .... و العين لا تقوى على النظر في اعلى وجنتيها المكحلتين بلون الليل و السهر .... لا ادري أهو خجل .. ام انه خوف المواجهه .. كي لا افصح عما يحول بيني و بين لحظات ما فتئت احلم بها في صباي و في مراهقتي و في رشدي الى الان ... أمسّ على جبيني المعرق بيدي المرتجفه .. و كأني احث اللسان على القول .. فالصمت كان كفيل بأن يقتل كل الاشياء في ساعته ...

ألوم نفسي .. و أجلد ظهري بسلاسل من الحديد " لعله يدمى " ... و امزق ما بقي مني من جأش و رباطة ومكابرة مقززة .. و اسائل نفسي ... ما القول حين تصمت .. و ما ليّ لا افلح في ايجاد كلماتي العابره .. ما بالي لا اقوى على الدفاع عن نفسي .. و عن حبي المشتعل ... ما بال ركبتاي لا تحملنني و تخور بي الى الارض مجددا ...



أنا .. سئمت تلك الاحمال من على ظهري .. و كأنها هموم العالم مكدسة ... و حبل في جيدي يخنق انفاسي المتحشرجة ...

هي .. لا تدري كيف امضي ساعاتي و انا احاول ان ارتب الافكار في رأسي حين غيابها .. و انهمك في التقاط الاشياء المنثورة من حولي ... وكأنها افكار قد بعثرت هنا و هناك و مر عليها دهر و كساها التراب المتراكم

هي .. لاتدري أنني احاول ان لا اظهر ذلك اللاعن للعالم و من عليه .. أو ذلك المتشائم السوداوي ... أو ثمل اخذ على عاتقه في لحظة سكر ان يحاكم الرب ..لثقته انه ليس هناك بعدل حتى يؤمن بالرب الهاً ...



حاولت ان اكون جديدا .. مستقيما .. متزنا .. يفصل ما بين عالمين بينهما فرسخ لا يبغي احدها على الاخر فلا يختلطان ...

حاولت أن أجد الجمال في مقبرة عافت امواتها لطول المقام ...

حاولت ان اجد الثورة في نفسي فأنقلب على ذاتي السرمديه ... فوجدتها قد انقلبت هي علي حتى تاهت معالمي بين خطوط المباح و جداول المنكر ...



هي ... كم جميلة هي .. حتى في قسوتها الممدتده ما بين ثنايا الانس مرة .. و حيرة الانتظار .. فهي كالموت لا ينتظر ...

اكتب و عين على احرفي السوداء .. و عين اخرى تراقب نومها و براءة الطفل يتوسد وسادة و يلمئها حبا و حنانا اتوق اليهن حتى اني تمنيت لو كنت انا من وسدته بكلتا يديها الناعمتين ..



اعود و تنهيدة تملأ صدري الممتلئ بسموم سجائري ..و انظري من حولي في عتمة اصطنعتها لنفسي لكي احرض قلمي على الكتابة دون توجس او خوف من مقص الرقيب ...



فأجد انه قد طال المقام بيّ ها هنا ... حتى بت موقنا ان قبري سيكون هو سريري هذا ...و لحافي سيكون كفني الاخير ... و سجارة تحترق و قد استندت على تلك المنفضة ستكون بخورا يطرد الشيطان في حضرة الموت ... ورائحة العرق المبلل بذنوب الشهوة سيكون ماء استحمامي الطهور ...



هنا ... أطلب الرحمة منها ... لعلي اغمض عيني وفي قلبي رضىً ... و ابتسامة اخيرة ... تشرق بها نفسي قبل اكتمال النصاب للرحيل ... فأنا ابحث منذ طفولتي عن وجهها .. حتى ولو كنت على فراش موتي المرتجل ...



اليك وفي قلبي حباَ لا ينتهي بأنتهاء اخر فصل من فصول الحكاية الطروادية البائسة ...

هناك 3 تعليقات:

  1. انه صوت صدى الحب الذي بدء يتغلغل بسرعه ويفرض كيانه على
    اسوار تفكيرنا شتت ابصارنا وقيد احلامناوسجن ارواحنا بسجـــنه
    الحميم العيون تذبل والشفاه تتورد وتبتسم والروح ترقص بتغنج
    والأفكار تنحصر فقط في تخيل المحبوب حبـــيــبي الحب
    ...كالجنون يجعلنا نجن ونهيم بذلك الجنون ونتفاخر به بمن حولنا
    ولا نعرف لمـاذا نفعل هذا الجنون او مـاذا سوف يترتب على ذلك
    الجنون هي فقط لحظة من الجنون عصفت بنا جنـون وسعاده عاصفه
    عصفت بخيالنا وادخلتنا في عالم لا وجود لغيرنا كأن الارض اهتزت
    وابتلعت كل من عليها لنبقى انا وانت والحب ثالثــنـآ
    عزيزي أسامة يوما بعد يوم مرآتك تعكس الكثير والكثير عن خفايا شخصيتك الغامضة الحالمة في جعبتك حكاوي بحاجة غلى من يسمعك لتسردها دون ارتباك
    ألغاز تنتظر من يحل عقدتها
    أسئلة تبحث عن أجوبة
    كل حرف مما تكتب يترج الكثير من الألم اللذي تتناثر شظاياه دون ان تشعر بها
    أشكر إحساسك ومشاعرك اللتي تجعل قلمك يشع علينابكلمات يفوح شذا عند قراءتها

    ردحذف
  2. حاولت مرارا العبور فوق الصمت لكن رماله المتحركة ابتلعتني عند كل محاولة. انه الخوف أسامة، من كل تلك القامات الدخانية السوداء و الأشباح و صرير الحديد و رائحة المقابر و مذاق الانتظار دون أمل.الدرب جلجلة، نمضي فيها مدركين نهاية ذاك المطاف و غير متوقعين غير مسامير الواقع التي تثبتنا على خشبة تنتصب في فراغ و اكليل شوك هو هدية عرس قادم غير ان النبي قام و نحن لسنا بأنبياء و لا تلامذة أو مريم أو مجدلية...فكفانا تقليبا في الجراح، القلب لا يحتمل طعن الايام و كفاك جلدا لنفسك، ان لم ترد ان ترحم نفسك ارحم من يحبك و تمسّك بجناحي فراشة و فرح و إن كان صغير و لا تدع الحزن يصادر وجهك. ذاك التعب الذي يشل و يمتد الى شرايين من حولك يجب ان يستحيل ضجيجا و فوضى تضج حياة و حركة و طاقة ايجابية. انفض سرير تعبك و أيام تعبك و استيقظ على يوم جديد و اذكر دوما اننا نصنع الأقدار بالارادة و المعجزات بالايمان و أرجوك لا تقل موتا، لأنني نمت على كابوس تلك الافكار...بل قل: حياة حياة حياة
    و اعذرني، حين لا أفيك حقك و حين أهيم في ضباب و افقد حسن الرؤيا
    و اعذرني ان انتفضت، و لأنني لم أستطع القراءة بعين متفرج.... و لأنني خفت...عليك

    ردحذف
  3. هي المعادلة، بسيطة جداً، أجمل ما في الشعر وجعه الصادق. يتألم الشاعر يكتب هو لينسى ونقرأ نحن لنتذكر ...

    ردحذف