الاثنين، 5 يوليو 2010

تأمل




تذوب الاشياء و تتداخل الالوان و تضيع الملامح حين تسرح في الخيال ... يتسع بؤبؤ العين ليسمح بدخول كمية ضوء اكبر الى الشبكية ... انت هنا و لست هنا ... تسافر حيثما اردت دونما الحاجة الى جواز سفر قد ختم على احدى صفحاته ختم المرور الى الدولة


دونما حقيبة ملابس قد اصبحت كالحُبلى لكثرة الاشياء الصغيرة التي وضعت فيها . دونما الحاجة الى بضعة دولارات تمكث في جيبك مؤقتاً تستعد للانصراف . تتنقل بين الامكنة و تناظر المشاهد حقيقةً منها و منها المرتجل . تقابل اناساً لا يحملون اسماء و في الغالب لا يملكون ملامح من لون الشعر و لون العيون و لون البشرة و طول القامة و الجنس يتبعها التعريف بالعرق . تُحب ان تكون فراشة , نحلة , عصفورا , نملة بجناحين , طفل مجنون يقفز من مقعد مخملي الى اخر , يمامة بيضاء توقفت للتو على احدى اسلاك الكهرباء لتتأمل رحلتها منذ دقائق و تتفقد بمنقارها حالة قدميها و تعيد ترتيب ريش الجناحين من جديد و تنظر الى ما تبقى من مسافة الى هناك



جدول ماءٍ يجري دون ان يتوقف يرسم من بين الحجارة الملقاة في الطريق خطا اعوجا و يحجز حيزا , مسلكا , قناة , خطا , بصمة , استمالة الى اليمين و استمالة الى اليسار متابعا سيره متقدما نحو اتجاهه مسرعا . يلتقي بجدول اخر من هنا .. و اخر من هناك و من الجهة الاخرى لشروق الشمس جدولان يتصارعان السباق حتى يصل احدها قبل الاخر . فتلتقي كل الجداول في منحنى ً واحد ليصيروا نهراً كبيراً يصدر ضجيجا مجنونا حينما يصارع جنودا يقفون في الطريق يمنعون الحلم من المرور الى الجهة المقابلة , فيدفعهم بقوة و يأخذهم معه شهداء , امواتا , اسرى , مسافرين طوعا , عنية , بفرح , بحنق .

حتى تصبح الانهار بحرا لجياً تتلاطم امواجه فيه معلنة بلغة سرية ان في المكنونات تكونت اسرار في رحلة التكوّن حيث لا شيئ يشبهها الا بحر في الجوار قد تكوّن يحمل اسراراً من بلاد اخرى . فالبحر ليس بالماء و انما سرٌ سرمدي خفي , و الشاطئ ليس الا راوٍ لقصص و حكايات كثيرة .



ربما يوماً سيروي قصتك أنت .

هناك 3 تعليقات:

  1. قل للبحر كنتُ جدولا مشاكسا و لكنني قبلت جميع طعنات الشجر حين غرست أغصانها في رئتي و أكملتُ سيري...
    بيد أنني لا أظنك تتوقف عند البحر لأنك حتما ستتسلّق مع قطرات الماء و تتحول غيمة في حلم أبعد...و ان كان جلدك يحتفظ ببعض ملوحة البحر سيغسل المطر عنك آخر حبات الملح فتتساقط منك قصائد
    ربما يوما يروي قصتك الغمام

    ردحذف
  2. أتيت، قرأت، ورحلت وفي رأسي أفكار سطورك تتلاطم أحاول عبثاً أن أرتبها

    ردحذف
  3. كذا هي افكاري عندما كتبت يا صديقي .. لم استطع ان اروضها .. فتركتها ترتسم احرفا كما تشاء

    ردحذف