الجمعة، 28 مايو 2010

دولة الرئيسان





كأي انسان .. ينمو على جرعات من حب الوطن ...يسقاها من يد ترتجف و إختلاجات من الخوف تمزق الصدر " لكي لا ننسى "

قصص و حكايات ... اسماء و شخوص .. بطولات و انتكاسات .. دم يسيل و وردة حنون تنبت ... اشراقات صباحية معطرة براحة خبز الطابون .. و تبغ اسود يختلط بهواء ذلك الزمان " برونزي اللون " ....

تنمو و ينمو معك شعوران متضادان ... شعور بالفخر يعلو جبينك ... و شعور بالعار يرسم على وجهك اقسى تعابير الافاضة و التعزية

, يعود البعيد القريب " عائدا " الى وطن الحكومات ... فيجد انه هناك اشياء لا يمكن ان تجدها .. الا في ثنايا ثوب الوطن المدرج بالدماء

تجلس الى التلفاز تبحث عن اللاشيئ من الامل المفقود ... فيستوقفك فكر مختلط في لحظة تيه و عين تشخص ..تراقب و تتفحص أخبار اتت من هناك فيقابلها خبر من هنا .. فتمتزج الاخبار كإمتزاج زيت بنار ... حتى تلفح وجهك لتعود الى اللاوعي المتقطع ... و يستأسد من هناك .. و يستغول من هنا ... حتى تكتشف في زحمة المسخره ... انك ممزق ما بين اثنين " هناك احدهم ..و هنا الاخر "

و كله في كنف الوطن ...

اصبح الواحد منا .. لا يعرف كوعه من بوعه .. من معه و من " عليه " ...

افرح و املأ الدنيا صراخا حارقا للحناجر .. ايٌ منكم له حكومتان ... ايٌ منكم له دولتان فوق الغمام ؟

أيٌ منكم ... يحار ما بين العلم الوطني و اعلام الدكاين المنشترة في الارجاء ؟

هل سبق و ان ضعت و سافرت ما بين التيه في حب الوطن .. او المغالاة في الكره ؟



استوقفني ذلك المشهد في مساء من مساءات بيت لحم المحبوسه ... من احتفالية افتتاح فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية .. و قبل ان يشدو على اوتار الشمال الاصيل .. أستوقف الجمهور حين استماح " سيادة رئيس دولة فلسطين " .. ليلقي ما بين يديه كلمة حملها معه من هناك " من اسرائيل " ...

سيادة الرئيس .. آتي و معي قيثارتي .. لاعزف امام العالم بصمت صارخ .. لانوب فيه عن شعب منهك .. لأقول لكم " انتم "

قد تعبنا و اصابنا التعب في مقتل ... لا نريد ان نكون ابطالا .. ولا اساطير ولا خرافات و الزمن المغدور .. لا نريد ان نكون ارقاما في كتاب جينيس ..ولا نريد ان نموت اشلائا . نريد ان نكون كما الانسان .. يحيى لأمل ..يغني من اجله .. يرقص فرحا به .. نريد ان نحيا حياتنا كبشر ... " نرجوكم يا دولة الرئيسان "





لم تكتمل " خـــوفا ..و تحسبا "


هناك تعليقان (2):

  1. سيقف قلمي هنا عن التعليق ...
    لأنه مهما كتب لن يترجم ما بداخلي ...
    ولن يقدر كمية الألم اللتي تشعرون بها سكان ذاك الكوكب الفريد من نوعه....

    ردحذف
  2. لا تحـزنـي يا غـــ♥ــــزة وشكاياتك يضج لها ملائكة السماء بينما تـذهب شكايتنـا بلا مـأوى لأننا لم نصـدقها بالعمـل ... طوبـى لك يا غزة .. مع كل شهيـد يسقط فمن موقعه يولد ألف مجاهـد وطوبـى لك .. مع كل بيت يهـدم فهو يؤسس من جديد على صخرة العز وطوبى لك .. مع كل دافقة دم تسيل فهي تثير الأرض وتنير السماء وتمسح عار الهزيمة وتكسـو ثراك عشبا لا يقبل الطاغية على وهده وبساطه لا تحـزنــي يا غــــ♥ـــزة كلما ارتفـــع شهيــد على أرضــك فالــــــدم لا يمــــــــوت

    ردحذف