لتقف كل الالسن عن الكلام , و لتتوقف الاقلام برهة عن الكتابة , و لتطفأ اعقاب السجائر , و لتلتفت كل الوجوه الى هناك
حيث طفل لا يعلم من الدنيا الا حاجته الى الضحك , اللعب , ركل الهواء بقدميه , مداعبة هواجسه من الغد و ما يحمل
أو لربما الغد ليس له ليفكر به الان , او انه سيباشره حين يكبر
مشرعة الريح سواعدها تلفح وجناته الفتية بحنو كأم تلاطف بشرة طفلها و تحتاط من الزمهرير
تحمل اليه من البعيد رسائل القدر و عبسات الايام , لا تألو جهدا في اخباره عن قصص الماضي و حروب السواعد السمراء في بلاد اذابها البعد و ابعدها الحنين منذ 63 عاما .
و قد نسيت ان تخبره عن الغد حتى و ان كان حلما غراً لم يبلغ الحلم , عن اشراقة صبح سوف تأتي و معها قصص جديده تروي ما كان و تمهد الطريق الى ما سيكون
أواه من شعوب فقدت القدرة على النظر الى الامام حيث اشغلها ما حصل البارحه , أي قدرة فقدناها في تصور الغد و المستقبل و ما تخبئ الايام معها . أهو عجز ام خوف ... اهو استهتار و عدم اكتراث أم هي أنانية الموقف و" عش حيث انت "
أم هي غيبوبة أهل الكهف لا تنجلي عن ساكنيه
اشعر بالخيبة و الضعف و الاستكانه حين يخطر في البال أن واجبا انسانيا علي ان اقوم به حين يأمر القدر بالانجاب
روح سوف تحيا تكسى اللحم و تغطى بالجلد و يطلق عنان اللسان في اطلاق السباب على ابوين لم يعرفوا ان يقرأوا اواسر الغد و حواضر المستقبل ..
أيها الطفل الذي لم يأت بعد , أيتها الروح التي لم تبث بعد , اليك بني و لعلك تسمح بإستعارة الابوة قبل ان تكون
لا يشعرك بالخزي ابوان لا يعرفان , ولا يقلل من شأنك في شيئ , فقد اترك لك ارث لا يحمل منى سوى اني حاولت و لربما لم استطع
فلربما كتب عليك انت ان تقوم بما عجز به ابواك ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق