الاثنين، 14 سبتمبر 2009

اقف هنيهه ....


اقف هنيهه ... والتقط انفاسي لاهثا .... ابحث في تلك الزوايا عن زاويتي العتيقة .... احتاج الى ان اركن اليها ولو قليلا عن عالم مجنون و ايام تركض مسرعة كقطار يخترق واحات الهواء المنطلق ..... انهكتني تلك السنون .... اتعبني ذلك اللحن الاخير ... اجلس في زاويتي ...احضن ما تبقى من عمري لكي لا يضيع مني .... اشبه ذلك الطفل البائس ودمعتين تجريان من على خده ....يحتضن دمية قد فقدت احد اعضائها حينما كانت بين تلك الايدي العمياء ....

اه كم مضى عليّ من الوقت ... اشعر و كأني عشت دهرا او دهران .... اشعر و كأن ملامح وجهي قد تبدلت حتى اصبحت صاحب ذلك الوجه ذو الشقوق العميقة ... و يداي ... تلك اليدان التي اقترفت الكثير ... و لامست الكثير ايضا ...

ازيح ما يدور من رأسي من افكار سوداء ...و اقف من تلك الزواية نفسها ... وكأني ذلك المسافر ... يقف على حافة طريقه ... فتستوقفه اصوات خطوات البشر الماروون .... لكل منهم جهته ..ولكل منهم مأربه .... ايها الماروون .... ايها الماروون انزلوا من على اكتافكم حقائب ذلك السفر الطويل .... فلا ينتظركم هناك الا ما كان لمن مرووا قبلكم ... لم يأبه احد ... ولربما لم يسمع احد ... فجأرت بالصوت ثانية ... وثالثة ..دون جدوى .... حينها .. ايقنت اني في كابوس من كوابيس تلك الليالي .. في ذلك الحلم ... تصرخ و تصرخ و تصرخ ... حتى تنقطع بكل السبل ...بأنك لا تُسمع احدا اياً يكن .... انفاسي تضيق ... و قلبي يسرع بالخفقان ....

كثيرة تلك الصباحات ذات الملامح الغجرية ... التي كنت استيقض و دمع العين تسيل .... على فقدان عزيز او حبيب او قريب... و مالي لا ابكى تلك الايام ... كنت صغيرا و ما كنت طفلا يوما ... كنت اشعر وكأن زمني هذا هو زمن ملفق ... زمن مغشوش .... والا مالي اشعر و اني لي حق في ان اعيش ذلك الزمن القديم .... قديم ... تلك الكملة التي تسحر كل جوارحي ... ألاني بت قديما بالفعل ؟ ... و اي قدم ذلك .... بل هي ترانيم ذلك الزمن الجميل .... لم يكن هناك الا لونان ... لون ابيض واسود كليل صيف يحتضر .... ابجديات الحب كانت مختلفة .... تقاسيم تلك الاوتار كانت تحكي الكثير ... حكايا كحكايات الف ليلة وليلة .....

هي قصة روح ... تتحدث عن روح .... تبحث عن الدفئ ... ووتوجس خيفة من ألم .... تسبح في الفضاء ...في رحلة بحث متجددة ... تبحث عن لاشيئ .... تحبث عن غير ملعوم ... تحبث بين اوراق الماضي ... في اشعار الحب والغزل ... في اغاني الوطن الجريح ... بين اهات ووجع .... بين ضحكات وهمسات اولائك الاطفال ... بين هذا و ذاك ... تحلق في الافق .... لربما ... ان اوان الرحيل

و اي رحيل .... لبتدأ قصة ذلك الحن الاخير

هناك تعليق واحد:

  1. ذلك القطار لم يعد يحمل الناس بل اراه يطاردهم فان توقفوا لكي يلنقطو بعض الانفاس كانت النهايه
    تعال ياصديق ,لانسلك تلك الطريق دع القطار يمر الي اين وباي سرعة يسير لن تهتم.

    تلك الايام لا تبكيها لاتها فيك حية وهي انت الان , وانت الان هنا
    فلم البكاء يا عزيزي ...اني لاراها حين اطلعك لمدعاة للفرح

    ردحذف