الجمعة، 28 يناير 2011

:: لا تقتلوا الحلم ::

Egyptian Revolution Jan 25th 2011 - Take what's Yours! from JoeChaban on Vimeo.



آهٍ ... يشتعل بها صدري ..و تُلهب حلقي ..و يصلى بها لساني , كأن الجوف قد ضاق ذرعا من احتمال فكرة وجود بركان خامد يسكن بين الضلوع العربيه منذ ان تكور " الكرش " و سحل السروال حتى بان من العروبة عبيتها ..و تسمر الشعر بالواكس حتى كاد يشبه لاقط المنادة عن بعد من على احدى سيارات الجيوش العربيه الصدئه .


وآلاه هنا ليس من وجع اصاب احد الاضراس ...ولا هي تنهيدة عاشق غالبه الوله ... ولا هي آهٍ تشكو الوحدة ليلا

هي آه احلمها منذ كنت طفلا و ما عادت طفولتي تحمل لي غير ذكريات الانكسار و الذل و طابور المعونة و كيس طحين

كم تسائلت و عاتبت و غضبت و صرخت و كتمت الانفاس و ضببت اللسان خوفا من مقص الرقيب , حين كان يلازمني شعور الادنى من بين شعوب العرب . لم الق اي اجابة على تساؤلاتي ولا شفي غليلي ساعة . فكفرت بالعروبه جنسا واصلا و لغة و انحدارا و تاريخا و تلقيدا . ولم اكو يوما ممن يحبون ان يتأمركون أو يتأوربون , فضاع ما بنته بضع سنين في عمري في اوله و اصبحت بلا هوية .

انتميت الى شعب ولم يكن لي في ذلك قرار , شعب عندما تحولت في بصري يمنة و يسرة .. لم ارى احدا غيره ينادي و يصرخ و يموت ويُمجد و يستشهد يُخوّن و يوطن . فخلت ساعة " مال هذا الشعب لا يشبه في حاله اي شعوب الارض , و خلصت الى نتيجة ببراءة الطفولة مغموسة أن هنالك خطأ قد وقع بالفعل , و ان المثل التي كانت جدتي تسمعني اياه ليلا نهارا " حط راسك بين هالروس و قول يا قطّاع الروس " هو ما يجب علي ان امثله على خلاف ما انتهجه شعبي في الاختلاف عن الرؤوس المجاورة. فشعبي اختار ان يكون له رأس غير كل الرؤوس , و إن كان بالاصل لم تكن له خيارات اخرى .

فكل العربان لها اوطان , ولها مطارات و طيارات و لها مرافئ و سفن , لها من مقومات الحياة الكريمة ما يكفي ليكونوا كالخراف في مراعيها . و أن الرعاة خاصتهم يشكرون الله في الصبح و العشي لمكرمته عليهم و حظوظهم بالشعوب التي لا تسمع ولا ترى و لا تتكلم

تستوقفني لحظة صرخة رجل جاوز الستين من عمره في مسيرة اجتثاث الخوف من الاعماق و اطلاق العنان للبركان الخامد في دواخل الصدور . كأنه يقول لي  اوقف ترهاتك و أنزل عن ذلك المعتلى و انظر إلينا من جديد و كأنني قرأت في شقوق وجهه ان كلمات الوطنية و الشعب لم تكو فقط مجرد نصوص في مناهج اللغة العربيه و أن ناجي العلي لم يكو فقط رسام كاركاتوري عندما حذر المتكرشين " احذروا ثورة الجياع " .

فهناك  في تونس ابتسامة امل , وفي مصر قضبة سمراء , و في السودان قلب اخضر , وفي لبنان نهر الحب ما زال يجري

و هُنا ما زلنا نحمل فينا كثيرا من الدم الاحمر .


فلا تقتلوا الحلم الذي ولد فينا للتو ..لا تقتلوا العوسج .

هناك 3 تعليقات: