الثلاثاء، 18 مايو 2010

تراها تعود ..... !






تراها تعود ...!!؟

تراني المس في كفيها ذاك الدفئ البعيد .... ام تراني سأسهب في انحنائي لعظمة و رقة طلتها ...

كان الجو باردا جدا ... و انا كنت انتظر ها هناك ... اقف و اداري نفسي محاولا الاختباء منها ومن سقيع النسيم البارد
اراقب المارة و ارمق بعيني تلك المركبات التي تأتي من هناك .... في كل مرة اتاهب من جديد لذلك اللقاء المغمور والذي اجهل ملامح ما سيكون ....
يشتد الجو برودة ..و تشتد اقدامي تسمرا حيث اقف ... صندوق سجائري قد شعر بالسخط هو ايضا ... كيف لا ...و انا لا اتوانى عن سحبه من جيبي الدافئ لاخرج سيجارة تدفئ انفاسي الباردة و تشعرني ولو قليلا باالطمأنينة ....
هي اتية لا محالة ... لم يتبق على ذلك اللقاء الموعود الا لحظات ... لحظات اناشدها بالاقتراب و الاسراع اكثر ... و بالتباطؤ و التمهل ايضا ... اي ذلك الشعور الذي يحمل الكثير من التناقض ... ولم ؟ و من ما ؟
بت احفظ تفاصيل وجهها .... و اصبحت كقارئة تلك الفنجان حين تفحصت تلك الخطوط في تلك اليد ... فيداها حفظت خطوطها عن بعد ... همساتها الساحرة تلك ... باتت كسمفونية عشق ادمنتها ... و انفاس معطرة برائحة زهر اللوز الذي باعده قباني ....
يالله ..مالي ولهذا ... مالي اشعر بأن كل الاعين تتجه نحوي .. تناظرني .. و تكتشف ما بداخلي ... شعور اكرهه .. ان اكون ذلك الكتاب المفتوح للكل ... فأنا احافظ من زمن على تلك الخصوصية التي اعشقها و اتعبد فيها بطقوسي و صلواتي الخاصة ...
تلك الهدية الصغيرة التي اضعها في جيبي و اقبض عليها بيدي ... لا ادري خوفا عليها ... او حرصا من ان تسقط في لحظة سهو مني ... او انني اقبض على ذلك الحب الذي اتاني من البعيد من خلف تلك الامواج ؟
تمض الثوان ... و يزداد قلبي بالخفقان ... كلما انتظرت اكثر ... كلما زدت في عدم الاتزان ... لا ادري ..ولا اعرف ...و اجهل .. و اناقض نفسي ...و ...و احبها ...
تقف المركبة التي اتت من البعيد ها هناك .... شعرت بها ... و شممت ريحها ...قبل ان اراها .... و انا ما زلت انتظر هناك و اقف في نفس المكان ...
ستظهر الان ... سأراها ... من بعيد ... سألمح ذلك الحب الجميل من حيث اقف ...
يتوقف نفسي عند الشهيق المكبوت .... و تتصلب اوتاري ... و تشخص عينيي ... ولكن يزداد نبض قلبي اكثر ..

نعم هاي هي .... زهرة في هذا الجو الخريفي تبشرني بأن ما سيكون ..هو الاجمل ..و ان ما كان .. ما هو الا تهيؤأ لما سيكون ...
هي ... عيناها تبحث عني من بين المارة ... تطالع هنا تارة ..و هناك تراة اخرى ... و لسان حالها يقول .. اين انت ... اين انت ايها الشقي الذي اتعبني ...
ها انا ... ها انا هنا ايا املي ... الوح بيدي من بعيد ... و ابتسامة ارسمها على شفاي ... حينها ... ولاول مرة ... ارى ابتسامتها تقابل اتبسامتي ...
قرار في لحظة تيه بالتقدم ... اسارع الخطى نحوها ... وهي تسابق الزمن للقياي ...
حاذري يا حبيبتي ... حاذري تلك العيون التي تراك ..... وقفت في مكاني حيث لم استطع ان اتقدم اكثر ...و انتظرتها حتى تصل مرة اخرى ... اراقبها بشدة ... اعد خطواتها ... فيستوقفني ذلك الشعر المتطاير و نسمات الهواء البارد .... اشعر و كأني سافرت معه حيث اندلس العشق و عاصمة الحب في باريس .... اواه يا قدري ... يا الهي الذي خلقني ... نجمة في سماء الليل الاسود تشع بالنور ... لؤلؤة تتوهج انوارا و اشراقا ....
تقترب اكثر ... و تذوب من حولها الاشياء .... تزداد اقترابا .... و تذهب ملامح كل شي حولها ... لا ارى في كل المحيط غيرها ....
وقفت امامي ... تمدد كلتا اليدين لي ... وكأنها تقول ... ما بالك يا حبيبي ...فأنا هنا ... وتلك يداي فالتقطها و التقطتي معها .... ها انا حقيقة واقعة امامك ... فما بالك تقف مستمرا !!!
نظرت اليها هنيهة بعين ذابلة انهكها السهر و الانتظار ... ولم يكن مني غير ان اخذها الى صدري ... لاشعر بها بين يداي ... لاحتضن حلما خوفا من لحظة صحو توقظني من نومي ذاك ... احضنها و احضن ايامي معها ... وكأنني ارقص و اياها على اعذب موسيقى عزفت لعاشقين ... تاخذني من يدي فوق تلك الخيوم الملبدة و تصعد بي الى هناك قرب سدرة المنتهى ....
واعود لادرك انني هنا اقف على قارعة الطريق العام ... و اتنبه الى الناس من حولي ... انت ها هنا يا صغيرتي فلنمض ...قلتها مبتسما
كيف انت و ما هي اخبارك اجبني ... تسأني وهي تنظر الى القرب من عيني ... فلم اجب الا ببضع كلمات ... احمد الله على سلامتك
وخيم الصمت و كأنها عقدت لساني .... مضينا في طريقنا ...اسألها عن رحلتها البعيدة و ارحب بها ها هنا ...و اخذنا بالابتعاد اكثرو اكثر ....حتى توارينا عن الانظار و تهنا في زحمة الورى ................

هناك تعليق واحد:

  1. أصبر أسامة ...إن الله مع الصابرين...
    علها تعود يوما....

    ردحذف