الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

الالوان الزاهية و مسرح ديار


الالوان الزاهية و مسرح ديار




صبغة لعدد من الالوان , تفتح علبة منها لتسكب بعض قطرات تضاف الى دهان ابيض يراد ان يمزج فيخرج لون زاهي كما اراد صديقنا , فهو عندما يغمض عينيه او ينظر الى الافق تتبدى له صورة الكمال الذي تنشده سريرته , و يرى ما ستكون عليه الالوان من حوله , فنضيف بعضا من القطرات مرة اخرى لتؤثر في اللون الابيض فيكون المطلوب بعينه, لكن دون جدوى

فالارتجال و التجريب هنا قد يستهلك منا الوقت و ننزف بعضا من دراهم تذهب الى اللامنفعة . فنخلص الى قرار قد اقترحه صديق عزيز بأن نترك الارتجال جانبا و نأتي بالعلم اليقين المجرّب . فتوجهنا الى محل دهان يواجه بوابة سيدنا الخضر ننشد المساعدة في الوقوع على الالوان المطلوبه الزاهية , فيستوقفنا صاحب ذلك المحل لدقائق حتى يتلو علينا بعضا من خبرته في محاولته لاقناعنا بمنتوجه و إن كان قد رفع السعر قليلا " لا مشكله هنا فنحن لن نغادر حتى نحصل على تلك الالوان فالاصرار سيد الحكم في ساعتنا تلك , لا غرابه و لا تساؤل عندما تتبدى لك صور غريبه عجيبه في اصل العلاقات و المعاملات البشريه الفلسطينيه فمن صاحب المحل الى الخبير في مزج الالوان " اقصد من اعتاد على مداعبة فأرة الكمبيوتر في اضافة الكميات الدقيقه و المؤثرة من الالوان الى علبة الدهان " ذلك الشاب الذي ترك لنا الحرية في استخلاص شخصيته المركبه العجيبه المرحة احيانا و المتردده حينا و الخبير الذي " قلّب أمزجة الزبائن كثيرا " على حد تعبيره , الى تلك الشخصية المتردده الخائفه التي تلجأ الى الكذب المفضوح لتنجو من مأزق الاحراج .

نعد ادراجنا الى بيت صديقنا فرحين بما نحمله معنا من الوان دهان زاهية بالضبط كما تخيلها صديقنا العزيز و الرغبه عارمه في مشاهدة تلك الالوان كيف تبدو عندما تطلى على جدران ذلك البيت الصغير " الذي احببته كثيرا , فدائما ما تغريني الاماكن الصغيره لما فيها الكثير من الحميمية " .

فكانت مناسبة جيدة للاحتفال معا بطريقة بسيطة قد اقترحها صديقنا رامي قبل المباشرة في طلاء الجدران بتلك الالوان الزاهية الجميلة فهو يحب " الطيبة " و يساند المنتوج الوطني , مما اضفى شعورا جميلا بالغبطة و اعطى دفعة معنوية جيدة للبدأ ثانية بالعمل .

كان يوما جميلا ملئيا بكل الاشياء , ضحكنا كثيرا , استمتعنا ببعض الموسيقى الشرقية و الغربيه , تحدثنا كثيرا عن قبرص كما تحدثنا عن بيت ساحور و بيت لحم و الدهيشة و بتير ايضا , تحدثنا عن الطموح عن الذكريات , وتحدثنا ايضا عن مسرح ديار .

لن انسى ملامح صديقنا و هو يحدثنا عن ديار و لن انسى احساسه العميق و تقاسيم وجهه التي تدل على الفرح و السعاده عندما بدأ بسرد الاسباب لحبه الكبير لهذا التجمع الشبابي الطامح , اثناء حديثه استذكرت كلماته اثناء التدريبات الاولى في المسرح و الدراما عندما

كان يذكرنا دائما بشرط مهم بأن تكون صادقا في ادائك و مشاعرك على خشبة المسرح لكي يصل الصدق الى الجمهور فتمتزج السعاده و المتعه لك و لهم .

و كذا كان هو , احسست بصدقه و وهو يتحدث بلهفة يفند لي اسباب حبه لديار بندا بندا بدأها بالحب و انهاها بالامل و الطموح و الحلم .

حب لشباب متفتح لا ينقصه الا ان تساعده الاقدار في الوصول الى التغيير يوما في كل الاشياء من الفرد المكبوت الى المجتمع المكلوم الى التحرر ثقافة و ادبا .

أملا بالغد الواعد الذي بدأت بشائر اللوانه الزاهية تتبدى من روزانة صغيره في المدى على شباب فلسطيني لا يفرق بينهم دين ولا ثقافة ولا حلم .

طموحا كبيرا جريئا لا حدود له الا السماء و إن كانت الخطوات لا تعدوا الا خطوات صغيره لكنها ثابته .

حلما يجمع بين الواقعية و طموح شباب واعد يحب الحياة ما استطاع اليها سبيلا و فوق جبينه كتب " على هذه الارض ما يستحق الحياة "





الى مسرح ديار


هناك تعليق واحد:

  1. الألوان، التفاصيل، الأمكنة، الروائح، الذكريات السابقة و الذكريات القادمة و الأبيض الذي يتشكّل مساحة ًللحلم...من وطن قد تكون الجمالية الوحيدة فيه هو أنه وطننا،الى مدن بعيدة و ما نحفره في وجه الأيام و الغامض الذي يهمّ بالوصول....كل ذلك ينبض الآن في نصك، عسى الألوان تبقى ألوان الأمل و الوحدة و الفرح...عسى الأرض تبقى دعوة للحياة و رحماً للأحلام

    ردحذف